تمرتاش مع أبي جعفر وأمره بالقبض عليه لاتهامه بالميل إلى أخيه بهاء الدولة فسار وقبض عليه وحمله إلى شيراز وسار بالعساكر إلى عمرو بن خلف فقاتله عمرو بدار زين وانهزم الديلم وعادوا على طريق جيرفت وبعث صمصام الدولة عسكرا آخر مع العباس ابن أحمد من أصحابه فلقوا عمرو بن خلف بالسيرجان في المحرم ستة ثنتين وثمانين فهزموه وعاد إلى أبيه بسجستان مهزوما ووبخه ثم قتله ثم عزل صمصام الدولة العباس عن كرمان فأشاع خلف بأن أستاذ هرمز سمه واستنفر الناس لغزو كرمان وبعثهم مع ابنه طاهر فانتهوا إلى برما شير وملكوها من الديلم ولحق الديلم بجيرفت واجتمعوا بها وبعثوا بها إلى برد شير حامية من العسكر وهو أصل بلاد كرمان ومصرها فحصرها طاهر ثلاثة أشهر وضيق على أهلها وكتبوا إلى أستاذ هرمز يستمدونه قبل أن يغلبهم عليها طاهر فخاطر بنفسه وركب إليهم المضايق والأوعار حتى دخلها وعاد طاهر إلى سجستان واستنفر الناس لغزو الديلم بجيرفت واجتمعوا بها وبعثوا إلى برد شير حامية من العسكر وهو أصل بلاد كرمان وذلك سنة أربع وثمانين * (استيلاء طاهر بن خلف على كرمان وعوده عنها ومقتله) * كان طاهر بن خلف من العقوق لأبيه على عظيم وانتقض عليه وجرت بينهما وقائع كان الظفر بها لخلف ففارق طاهر سجستان وسار إلى كرمان وبها الديلم عسكر بهاء الدولة فصعد إلى جبالها واحتمى بقوم هنالك كانوا عصاة ونزل على جيرفت فملكها ولقيه الديلم فهزمهم واستولى على الكثير مما بأيديهم فبعث بهاء الدولة عسكرا مع أبي جعفر بن أستاذ هرمز فغلب طاهرا على كرمان فعاد إلى سجستان وقاتل أباه فهزمه وملك البلاد وامتنع أبوه خلف ببعض حصونه وكان الناس قد سئموا منه لسوء سيرته فرجع إلى مخادعة ابنه فتواعد اللقاء تحت القلعة وأكمن له بالقرب كمينا فلما لقيه خرج الكمين واستمكن منه أبوه خلف فقتله أبوه * (استيلاء محمود بن سبكتكين على سجستان ومحو آثار بنى الصفار منها) * كان خلف بن أحمد قد بعث ابنه طاهرا إلى قهستان فملكها ثم إلى بوشنج كذلك وكانت هي وهراة لبغراجق عم محمود وكان محمود مشتغلا بالفتنة مع قواد بنى سامان فلما فرغ منها استأذنه عمه في اخراج طاهر بن خلف فأذن له وسار إليه سنة تسعين وثلثمائة ولقيه بنواحي بوشنج فهزمه ولج في طلبه فكر عليه طاهر وقتله فساء ذلك محمودا وجمع عساكره وسار إلى خلف بن أحمد وحاصره بحصن اصبهيل وضيق عليه حتى بذل له أموالا جليلة وأعطاه الرهن عليها فأفرج عنه ثم عهد خلف بملكه إلى ابنه وعكف على العبادة والعلم
(٣٣٢)