بهم ورجع إلى حلب وقد كان ولى على هذه البلاد قبله أبا بكر محمد بن علي بن مقاتل * (استيلاء سيف الدولة على حلب وحمص) * ولما ارتحل المتقى من الرقة وانصرف الإخشيذ إلى الشأم بقي يأنس المؤنسي بحلب فقصده سيف الدولة وملكها من يده ثم سار إلى حمص فلقيه بها كافور مولى الإخشيذ فهزمه سيف الدولة وسار إلى دمشق فامتنعوا عليه فرجع وجاء الإخشيذ من مصر إلى الشأم وسار في اتباع سيف الدولة فاصطفا بقنسرين ثم تحاجزوا ورجع سيف الدولة إلى الجزيرة والإخشيذ إلى دمشق ثم سار سيف الدولة إلى حلب فملكها وسارت عساكر الروم إليها فقاتلهم وظفر بهم ثم بلغ ناصر الدولة بن حمدان ما فعله تورون من سمل المتقى وبيعة المستكفى فامتنع من حمل المال وهرب إليه غلمان تورون فاستخدمهم ونقض الشرط في ذلك وخرج تورون والمستكفي قاصدين الموصل وتردد الرسل بينهما في الصلح فتم ذلك آخر سنة ثلاث وثلاثين وعاد المستكفى وتورون إلى بغداد فتوفى تورون اثر عوده وولى الأمور بعده ابن شير زاده واستعمل على واسط قائدا وعلى تكريت آخر فأما الذي على واسط فكاتب معز الدولة ابن بويه واستقدمه فقدم بغداد واستولى على الدولة فخل المستكفى وبايع للمطيع وأما الذي على تكريت فسار إلى ناصر الدولة بن حمدان بالموصل وسار معه وولاه عليها من قبله * (الفتنة بين ابن حمدان وابن بويه) * ولما خلع معز الدولة بن بويه المستكفى عند استيلائه على بغداد امتعض ناصر الدولة ابن حمدان لذلك وسار من الموصل إلى العراق وبعث معز الدولة بن بويه قواده فالتقى الجمعان بعكبرا واقتتلوا وخرج معز الدولة مع المطيع إلى عكبرا وكان ابن شير زاده ببغداد وأقام بها ولحق بناصر الدولة بن حمدان وجاء بعساكره إلى بغداد فنزلوا بالجانب الغربي وناصر الدولة بالجانب الشرقي ووقع الغلاء في معسكر معز الدولة والخليفة لانقطاع الميرة وبقي عسكر ابن حمدان في رخاء من العيش الاتصال الميرة من الموصل واستعان ابن شير زاده بالعامة والعمارين على حرب معز الدولة والديلم وضاق الامر بمعز الدولة حتى اعتزم على الرجوع إلى الأهواز ثم أمر أصحابه بالعبور من قطر بال بأعلى دجلة وتسابق أصحاب ناصر الدولة إلى مدافعتهم ومنعهم وبقي في خف من الناس فأجاز إليه شجعان الديلم من أقرب الأماكن فهزموه وملك معز الدولة الجانب الشرقي وأعاد المطيع إلى داره في محرم سنة خمس وثلاثين ورجع ناصر الدولة إلى عكبرا وأرسل في الصلح فوقف الأتراك التورونية الذين معه على خبر رسالته فهموا بقتله فأغذ السير
(٢٣٥)