كان قيامهم أيام سانجة بن رذمير من بني أدفونش كما قدمناه جمعهم أدفونش للقاء عبد الملك المظفر بن المنصور فظاهرهم ملك البشكنس ولقيهم بظاهر فلونية فهزمهم وافتتح الحصن صلحا ثم انقرض أمر المنصور وبنيه وجاءت الفتنة البربرية على رأس المائة الرابعة فانتهز الفرصة في المسلمين صاحب ألبة وهو سانجة بن غرسية وصار يظاهر الفرقة الخارجة على الأخرى إلى أن أدرك بعض الامل وقتله ملك البشكنس سنة ست وأربعمائة وتغلب النصارى على ما كان غلب عليه بقشتالة وجليقية ولم يزل أدفونش ملكا على جليقية وأعمالها واتصل الملك في عقبه إلى أن كان شأن الطوائف وتغلب المرابطون ملوك المغرب من لمتونة على ملوك الطوائف واستولوا على الأندلس وانقرض منها ملك العرب أجمع وفى تواريخ لمتونة وأخبارهم ان ملك قشتالة الذي ضرب الجزية على ملوك الطوائف سنة خمسين وأربعمائة هو البيطبيين ويظهر انه كان متغلبا على سانجة بن أبرك الملك يومئذ بن بنى أدفونش وهو مذكور في أخبارهم وانه لما هلك قام بأمره بنوه فردلند وغرسية ورذمير وولى أمرهم فردلند واحتوى على شنت برية وعلى كثير من عمل ابن الأفطس ثم هلك وخلف سانجة وغرسية والفنش فتنازعوا ثم خلص الملك للفنش وعلى عهده مات الظاهر إسماعيل بن ذي النون سنة سبع وستين وأربعمائة وهو المستولي على طليطلة سنة ثمان وسبعين وهو يومئذ اعتزاز النصرانية بجزيرة الأندلس وكان من بطارقته وقواميس دولته البرهانس فكان يلقب الانبنذور ومعناه ملك الملوك وهو الذي لقى يوسف بن تاشفين بالزلاقة وكانت الدائرة عليه وذلك سنة احدى وثمانين وحاصر ابن هود في سرقسطة وكان ابن عمه رذمير منازعا له فزحف إلى طليطلة وحاصرها فامتنعت عليه وحاصر القسريلية وغرسية المرية والبرهانس مرسية وقسطون شاطبة وسرقسطة ثم استولى على بلنسية سنة تسع وثمانين وارتجعها المرابطون من يده بعد أن غلبوا ملوك الطوائف على أمرهم ثم مات الفنش سنة احدى وخمسمائة وقام بأمر الجلالقة زوجته وتزوجت رذمير ثم فارقته وتزوجت بعده قمطا من أقماطها وجاءت منه بولد كانوا يسمونه السليطين وأوقع ابن رذمير بابن هود سنة ثلاث وخمسمائة الواقعة المشهورة التي استشهد فيها وملك ابن رذمير سرقسطة وفر عماد الدولة وابنه على روطة فأقام إلى أن استنزله السليطين ونقله إلى قشتالة ثم كانت بين رذمير وأهل قشتالة حرب هلك فيها البرهانس سنة سبع وخمسمائة وذلك الاخر أيام المرابطين بلمتونة ثم انقرض أمرهم على يد الموحدين وكان أمر النصارى لعهد المنصور يعقوب ابن أمير المؤمنين يوسف بن عبد المؤمن كان دائرا بين ثلاثة من ملوكهم الفنش والبيبوح وابن الرند وكبيرهم الفنش وهو أميرهم يوم
(١٨٢)