واصل وظهور بهاء الدولة عليه فأجفلوا عن بغداد وسار أبو جعفر إلى حلوان ومعه أبو عيسى وراسل بهاء الدولة ثم سار ابن حسنويه إلى ولاية رافع بن معن من بني عقيل يجتمع مع بنى المسيب في المقلد وعاث فيها لأنه كان آوى أبا الفتح بن عنان حسين أخرجه بدر من حلوان وقرميسين واستولى عليها فأرسل بدر جيشا إلى أعمال رافع بالجناب ونهبوها وأحرقوها وسار أبو الفتح بن عنان إلى عميد الجيوش ببغداد فوعده النصر حتى إذا فرغ بهاء الدولة من شان ابن واصل وقتله أمر عميد الجيوش بالمسير إلى بدر بن حسنويه لاعانته على بغداد وامداده ابن واصل فسار لذلك ونزل جند نيسابور وبعث إليه بدر في الصلح على أن يعطيه ما أنفق على العساكر فحمل إليه ورجع عنه * (انتقاض هلال بن بدر بن حسنويه على أبيه وحروبهما) * كانت أم هلال هذا من الشادنجان رهط أبى الفتح بن عنان وأبى الشوك بن مهلهل واعتزلها أبوه لأول ولادته فنشأ مبعدا عن أبيه واصطفى بدر ابنه الاخر ابا عيسى وأقطع هلالا الصامغان فأساء مجاورة ابن المضاضي صاحب شهرزور وكان صديقا لبدر فنهاه عن ذلك فلم ينته وبعث ابن المضاضي يتهدده فبعث إليه أبوه بالوعيد فجمع وقصد ابن المضاضي وحاصره في قلعة شهرزور حتى فتحها وقتل ابن المضاضي واستباح بيته فاتسع الخرق بينه وبين أبيه واستمال أصحاب أبيه بدر وكان بدر نسيكا فاجتمعوا إلى هلال وزحف لحرب أبيه والتقيا على الدينور وانهزم بدر وحمل أسيرا إلى ابنه هلال فرده في قلعته للعبادة وأعطاه كفايته بعد أن ملك الحصن الذي تملكه بما فيه فلما استقر بدر بالقلعة حصنها وأرسل إلى أبي الفتح بن عنان والى أبى عيسى سادي بن محمد باستراباذ وأغراهما بأعمال هلال فسار أبو ألفت إلى قرميسين وملكها وأساء الديلم فاتبعه هلال إليها ووضع السيف في الديل وأمكنه ابن رافع من أبى عيسى فعفا عنه وأخذه معه وأرسل بدر من قلعته يستنج بهاء الدولة فبعث إليه الوزير فخر الملك في العساكر وانتهى إلى سابور خواست واستشار هلال أبا عيسى بن سادي فأشار عليه بطاعة بهاء الدولة والا فالمطاولة وعدم العجلة باللقاء فاتهمه وسار العسكر ليلا فكبسه وركب فخر الملك في العساكر وثبت فبعث إليه هلال باني انما جئت للطاعة ولما عاين بدر رسوله طرده وأخبر الوزير أنها خديعة فسر بذلك وانتفت عنه الظنة ببدر وأمر العساكر بالزحف فلم يكن بأسرع من مجئ هلال أسيرا فطلب منه تسليم القلعة لبدر فأجاب على أن لا يمكن أبوه منه واستأمنت أمه ومن معها بالقلعة فأمنهم الوزير وملك القلعة وأخذ ما فيها من الأموال يقال أربعون ألف بدرة دنانير وأربعمائة ألف
(٥١٥)