ونفى المعتزلة إلى خراسان وأحرق كتب الفلسفة والاعتزال والنجوم وأخذ مما سوى ذلك من الكتب مائة حمل وتحصن منه منوجهر بن قابوس ملك الجيل بالجبال الوعرة فقصده فيها ولم تصعب عليه فهرب منوجهر وتحصن بالغياض وبعث له بخمسمائة ألف دينار استصلاحا فقبلها ورجع عنه إلى نيسابور وتوفى منوجهر عقب ذلك وولى بعده ابنه أنو شروان فأقره السلطان على ولايته وقرر عليه خمسمائة ألف دينار ضريبة وخطب للسلطان محمود في بلاد الجيل إلى أرمينية وافتتح ابنه مسعود زنجان وأبهر من يد إبراهيم السيلار بن المرزبان من عقب شوذان بن محمد بن مسافر الديلمي وجميع قلاعه ولم يبق بيده الأشهر زان قرر عليه فيها ضريبة كما يأتي في أخبار الديلم ثم أطاعه علاء الدولة بن كاكويه بأصفهان وخطب له وعاد السلطان إلى خراسان واستخلف بالري ابنه مسعودا فقصد أصفهان وملكها من علاء الدولة واستخلف مسعود عليها بعض أصحابه وعاد عنها فثار أهلها بعامله وقتلوه فرجع إليهم واستباحهم ثم عاد إلى الري فأقام بها * (استيلاء السلطان محمود على بخارا ثم عوده عنها) * كان ايلك خان ملك الترك وصاحب تركستان لما ملك بخارا من يد بنى سامان سنة تسعين وثلثمائة ولى عليها ورجع إلى بلاده كما مر وكان الغز أحياء بادية بضواحي بخارا وزعيمهم أرسلان بن سلجوق عم السلطان طغرلبك وكان بينه وبين ايلك خان وأخيه بقراخان حروب وفتن بسبب استظهار بنى سامان بهم فلما ملك ايلك خان بخارا عرف لأرسلان بن سيجور حقه ورفع محله وهو مع ذلك مستوحش وكان على تكين أخو ايلك خان وحبس أرسلان ولحق ببخارا فاستولى عليها وطلب موالاة أرسلان بن سيجور فوالاه واستفحل أمر هما ونهض إليهما ايلك خان وقاتلهما فهزماه واستوثق أمر تكين في بخارا وكان يسئ جوار السلطان محمود بن سبكتكين في أعماله ويعترض رسله المترددين إلى ملوك الترك فأحفظ ذلك السلطان وأجمع المسير إليه فنهض من بلخ سنة عشرين وأربعمائة وعبر النهر وقصد بخارا فهرب منها على تكين ولحق بايلك خان ودخل السلطان بخارا وملك سائر أعمالها وأخذ الجزية من سمرقند وأجفلت أحياء الغزو أرسلان بن سلجوق وتلطف في استدعائه فلما حضر عنده تقبض عليه وبعثه إلى بعض قلاع الهند وحبسه بها وسار إلى أحياء الغز فنهبهم وأثخن فيهم قتلا وأسرا ورجع إلى خراسان * (خبر السلطان محمود مع الغز بخراسان) *
(٣٧٦)