أظهر الخطبة العباسية بمكة وبها ابتدئ أمره وكان يسقطها بعض الأحيان وولى بعده ابنه قاسم فكثر اضطرابه ومهد بنو مزيد أصحاب الحلة طريق الحاج من العراق فاتصل حجهم وحج سنة ثنتي عشرة وخمسمائة نظر الخادم من قبل المسترشد بركب العراق وأوصل الخلع والأموال إلى مكة ثم توفى قاسم بن محمد سنة ثمان عشرة وخمسمائة لثلاثين سنة من امارته وكانت في اضطراب وتغلب وولى بعده ابنه أبو قليبة بمكة فافتتح بالخطبة العباسية وأحسن الثناء عليه بالعدل ووصل نظر الخادم أميرا على الركب ومعه الأموال والخلع ثم مات أبو قليبة سنة سبع وعشرين لعشر سنين من امارته والخطبة للعباسيين وامارة الحاج لنظر الخادم ثم كانت واقعة المسترشد مع السلطان مسعود ومقتله وتعطل ركب الحاج ثم حج نظر الخادم في السنة بعدها ثم بعثت أسماء الصبيحية صاحبة اليمن لأمير مكة قاسم بن أبي قليبة فتوعدته على قطع خطبة الحافظ وماتت فكفاه الله شرها وانقطع الركب العراقي في هذه السنين للفتن والغلاء ثم حج سنة أربع وأربعين نظر الخادم ومات في طريقه فولى مولاه قيماز واعترضه رعب من الاعراب فنهب الركب واتصل حج قيماز والخطبة لبنى العباس إلى سنة خمس وخمسين قبله وبويع المستنجد فخطب له كما كان لأبيه المقتفى ثم قتل قاسم بن أبي قليبة سنة ست وستين وبعث المستضئ بالركب طاتنكين التركي وانقضت دولة العبيديين بمصر ووليها صلاح الدين بن أيوب واستولى على مكة واليمن وخطب له بالحرمين ثم مات المستضئ سنة خمس وسبعين وبويع ابنه الناصر وخطب له بالحرمين وحجت أمه بنفسها سنة خمس وثلاثين وكانت له آثار عظيمة ورجعت فأنهت إلى الناصر ابن عيسى بن قاسم ما اطلعت عليه من أحواله فعزله عن امارة مكة وولى أخاه مكثر بن قاسم وكان جليل القدر ومات سنة تسع وثمانين السنة التي مات فيها صلاح الدين وضعف أمر الهواشم وكان أبو عزيز بن قتادة يناسبهم من وجه النساء فورث أمرهم وملك مكة من أيديهم وانقرضت دولتهم والبقاء لله [الخبر عن بنى قتادة أمراء مكة بعد الهواشم ثم عن بنى أبى نمير منهم أمرائها لهذا العهد] كان من ولد موسى الجون الذي مر ذكره في بني حسن عبد الله أبى الكرام وكان له على ما نقل نسابتهم ثلاثة من الولد سليمان وزيد وأحمد ومنه تشعبت ولده فأما زيد فولده اليوم بالصحراء بنهر الحسنية وأما أحمد فولده بالدهنا وأما سليمان فكان من ولده مطاعن بن عبد الكريم بن يوسف بن عيسى بن سليمان وكان لمطاعن إدريس وثعلب بالثعالبة بالحجاز فكان لإدريس ولد ان قتادة النابغة وصرخة فأما صرخة فولده شيع
(١٠٤)