[أخيار اليمن والدول الاسلامية التي كانت فيه للعباسيين والعبيديين وسائر ملوك العرب وابتداء ذلك وتصاريفه على الجملة ثم تفصيل ذلك على مدنه وممالكه واحدة بعد واحدة] قد كنا قدمنا في أخبار السير النبوية كيف صار اليمن في ملكة الاسلام بدخول عامله في الدعوة الاسلامية وهو باذان عامل كسرى وأسلم معه أهل اليمن وأمره النبي صلى الله عليه وسلم على جميع مخاليفها وكان منزله صنعاء كرسي التبابعة ولما مات بعد حجة الوداع قسم النبي صلى الله عليه وسلم اليمن على عمال من قبله وجعل صنعاء لابنه شهربان بن باذان وذكرنا خبر الأسود العنسي وكيف أخرج عمال النبي صلى الله عليه وسلم من اليمن وزحف إلى صنعاء فملكها وقتل شهربان بن باذان وتزوج امرأته واستولى على أكثر اليمن وارتد أكثر أهله وكتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وعماله والى من ثبت على اسلامه فداخلوا زوجة شهربان بن بذان التي تزوجها في أمره على يد ابن عمها فيروز وتولى كبر ذلك قيس بن عبد يغوث المرادي فبيته هو وفيروز؟؟ وذاذويه باذن زوجته فقتلوه ورجع عمال النبي صلى الله عليه وسلم إلى أعمالهم وذلك قبيل الوفاة واستبد قيس بصنعاء وجمع الفل من جند الأسود فولى أبو بكر على اليمن فيروز فيمن إليه من الأبناء وأمر الناس بطاعته فقاتل قيس بن مكشوح وهزمه ثم ولى أبو بكر المهاجر بن أبي أمية فقاتل أهل الردة باليمن وكذلك عكرمة بن أبي جهل وأمره أن يبدأ بالمرتدة فسار معها وحضر حرب الجمل وولى على اليمن عبيد الله بن عباس ثم أخاه عبد الله ثم ولى معاوية على صنعاء فيروز الديلمي ومات سنة ثلاث وخمسين ثم جعل عبد الملك اليمن في ولاية الحجاج لما بعثه لحرب ابن الزبير سنة ثنتين وسبعين ولما جاءت دولة بنى العباس ولى السفاح على اليمن عمه داود بن علي حتى إذا توفى سنة ثلاث وثلاثين ولى مكانه محمد بن يزيد بن عبيد الله بن عبد الملك عبد الدار ثم تعاقب الولاة على اليمن وكانوا ينزلون صنعاء حتى انتهت الخلافة إلى المأمون وظهرت دعاة الطالبيين بالنواحي وبايع أبو السرايا من بني شيبان بالعراق لمحمد بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل بن إبراهيم أخو المهدى النفس الزكية محمد بن عبد الله بن حسن وكثر الهرج وفرق العمال في الجهات ثم قتل وبويع محمد بن جعفر الصادق بالحجا وظهر باليمن إبراهيم بن موسى الكاظم سنة مائتين ولم يتم أمره وكان يعرف بالجزار لسفكه الدماء وبعث المأمون عساكره إلى اليمن فدوخوا نواحيه وحملوا كثيرا من وجوه الناس فاستقام أمر اليمن كما نذكره * (دعوة زياد بالدعوة العباسية) *
(٢١٢)