وملكها وكان أبو منصور طلحة بن شركب محاصر البلخ من قبل ابن طاهر وكاتبه عمرو بن الليث واستقدمه وأعطاه أموالا واستخلفه على خراسان ورجع إلى سجستان وبقي أبو طلحة بخراسان والخجستاني يقاتله إلى أن قتل الخجستاني سنة ثمان وستين قتله بعض مواليه كما مر في أخباره مع رافع بخراسان كان رافع بن هرثمة من قواد بنى طاهر بخراسان فلما ملكها يعقوب سار إليه واستقر في منزله بنامين من قرى باذغيس فلما قتل الخجستاني اجتمع الجيش على رافع وهو بهراة فأقروه عليهم وكان أبو طلحة بن شركب قد سار من جرجان إلى نيسابور فسار إليه رافع وحاصرها وخرج عنها أبو طلحة إلى مرو وخطب بها وبهراة لمحمد بن طاهر وولى على هراة من قبله ثم زحف إليه عمرو بن الليث فغلبه عليها وولى عليها محمد بن سهل بن هاشم ورجع وبعث أبو طلحة إلى إسماعيل بن أحمد يستنجده فأنجده بعسكر سار بهم إلى مرو وأخرج منها محمد بن سهل وخطب لعمرو بن الليث وذلك في شعبان سنة احدى وسبعين ثم عزل المعتمد عمرو بن الليث عن سائر أعمال خراسان وقلدها الموفق محمد بن طاهر وهو مقيم ببغداد فاستخلف محمد عليها رافع بن هرثمة وأقر نصر بن محمد أحمد الساماني على ما وراء النهر فسار رافع إلى إسماعيل يستنجده على أبي طلحة فجاءه في أربعة آلاف مددا واستقدم رافع أيضا علي بن الحسين المروروذي وساروا جميعا إلى أبي طلحة وهو بمرو سنة ثنتين وسبعين وغلبوه عليها ولحق بهراة وعاد إسماعيل إلى خوارزم فجبى أموالها ورجع إلى نيسابور * (حروب عمر ومع عساكر المعتمد ومع الموفق) * ولما عزل المعتمد عمرو بن الليث عن خراسان أمر بلعنه على المنابر وأعلم حاج خراسان بذلك وقلد محمد بن طاهر أعمالها فاستخلف عليها رافع بن الليث وكتب المعتمد إلى أحمد ابن عبد العزيز بن أبي دلف بعزله عن أصفهان والري وبعث إليه العساكر لقتاله سنة احدى وسبعين فزحف إليه عمرو في خمسة عشر ألفا من المقاتلة فهزمه أحمد بن عبد العزيز والعساكر واستباحوا معسكره ودفعوه عن أصفهان والري وكان المعتمد لما عزله ولعنه بعث صاعد بن مخلد في العساكر إلى فارس لقتال عمرو بن الليث واخراجه من فارس فسار لذلك ولم يظفر ورجع سنة ثنتين وسبعين ثم سار الموفق سنة أربع وسبعين إلى فارس لحرب عمرو بن الليث فسير عمرو قائده عباس بن إسحاق إلى شيراز وابنه محمد بن عمرو إلى ارجان وبعث على مقدمته أبا طلحة بن شركب صاحب جيشه فاستأمن أبو طلحة إلى الموفق وفت ذلك في عضد عمرو وخام عن لقائه وسار الموفق إلى شيراز وارتاب بأبي طلحة فقبض عليه وملك الموفق فارس وعاد عمرو إلى كرمان فسار الموفق في طلبه فلحق بسجستان على المفازة وتوفى ابنه محمد بن عمرو بها وامتنعت كرمان وسجستان على
(٣٢٧)