وحاصرهم زمانا ثم نهض سبكتكين إلى أبي علي بن سيجور وانضاف اليشار إلى سبكتكين في تلك الفتنة كلها فلما ملك السلطان محمود خراسان وأذعن له ولاة الأطراف والاعمال بعث إليهم في الخطبة فأجابوه ثم استنفر محمد بن أبي نصر في بعض غزواته فقعد عن النفير فلما رجع السلطان من غزوته بعث حاجبه الكبير أبا سعيد الترنتاش في العساكر وأردفه بأرسلان الحاجب وإلى طوس لمناهضة اليشار ملك غرشتان واستصحبا معهما أبا الحسن المنيعي الزعيم بمرو الروذ لعلمه بمخادع تلك البلاد فاما أبو نصر فاستأمن إلى الحاجب وجاء به إلى هراة مر فها محتاطا عليه وأما ابنه محمد فتحصن بالقلعة التي بناها أيام ابن سيجور فحاصروها طويلا واقتحموها عنوة وأخذ أسير فبعث به إلى غزنة واستصفيت أمواله وصودرت حاشيته واستخلف الحاجب على الحصن ورجع إلى غزنة فامتحن الولد بالسياط واعتقله مرفها واستقدم أباه أبا نصر من هراة فأقام عنده في كرامة إلى أن هلك سنة ست وأربعمائة * (وفاة ايلك خان وصلح أخيه طغان خان مع السلطان) * كان ايلك خان بعد هزيمته بخراسان يواصل الأسف وكان أخوه طغان يكبر عليه على فعلته وينقضه العهد مع السلطان وبعث إلى السلطان يتبر أو يعتذر فنافره ايلك خان بسبب ذلك وزحف إليه ثم تصالحا ثم هلك ايلك خان سنة ثلاث وأربعمائة وولى مكانه أخوه طغان خان فراسل السلطان محمود وصالحه وقال له اشتغل أنت بغزو الهند وأنا بغزو الترك فأجابه إلى ذلك وانقطعت الفتنة بينهما وصلحت الأحوال ثم خرجت طوائف الترك من جانب الصين في مائة ألف خركاة وقصدوا بلاد طغان فهال المسلمين أمرهم فاستنفر طغان من الترك أزيد من مائة ألف واستقبل جموع الكفرة فهزمهم وقتل نحوا من مائة ألف وأسر مثلها ورجع الباقون منهزمين وهلك طغان اثر ذلك وملك بعده أخوه أرسلان خان سنة ثمان وأربعمائة وخلص ما بينه وبين السلطان محمود وخطب بعض كرائمه للسلطان مسعود ولده فأجابه وعقد السلطان لابنه على هراة فسار إليها سنة ثمان وأربعمائة * (فتح بارين) * ثم سار السلطان سنة ثمان وأربعمائة عندما فصل الشتاء غازيا إلى الهند وتوغل فيها مسيرة شهرين وامتنع عظيم الهند في جبل صعب المرتقى ومنع القتال واستدعى الهنود وملك عليهم الفيلة وفتح الله بارين وكثرت الأسرى والغنائم ووجد به في بيت البدجى حجر منقوش قال التراجمة كتابته انه مبنى منذ أربعين ألف سنة ثم عاد إلى غزنة وبعث
(٣٧٠)