* (استيلاء شمس الدولة على الري من يد أخيه مجد الدولة ورجوعه عنها) * قد تقدم لنا أن شمس الدولة بن فخر الدولة كان ملك همذان وأخوه مجد الدولة ملك الري بنظر أمه وكان بدر بن حسنويه أمير الأكراد وبينه وبين ولده هلال فتنة وحروب نذكرها في أخبارهم واستولى شمس الدولة على كثير من بلادهم وأخذ ما فيها من الأموال كما يذكر في أخبارهم ثم سار إلى الري يروم ملكها ففارقها أخوه مجد الدولة ومعه أمه إلى دنباوند واستولى شمس الدولة على الري وسار في طلب أخيه وأمه فشغب الجند عليه وطالبوه بأرزاقهم فعاد إلى همذان وعاد أخوه مجد الدولة وأمه إلى الري * (مقتل فخر الملك ووزارة ابن سهلان) * ثم قبض سلطان الدولة على نائبه بالعراق ووزيره فخر الملك أبى غالب وقتله في سلخ ربيع الأول سنة ست وأربعمائة لخمس سنين ونصف من ولايته واستصفى أمواله وكان الف ألف دينار سوى العروض وما نهب وولى مكانه بالعراق أبا محمد الحسن بن سهلان ولقبه عميد الجيوش واستوزر مكانه الرجحي بعد أن كان ابن سهلان هرب إلى قرواش فأقامه عنده بهيت وولى سلطان الدولة مكانه في الوزارة أبا القاسم جعفر بن فسا نجس ثم رجع ابن سهلان إلى سلطان الدولة فلما قتل فخر الملك ولاه مكانه فسار إلى العراق في محرم سنة تسع وأربعمائة ومر في طريقه ببني أسد فرأى أن يثأر منهم من مضر ابن دبيس بما كان قبض عليه قديما بأمر فخر الملك فأسرى إليه والى أخيه مهارش وفى جملته أخوهم طراد واتبعهما حتى أدركهما وقاتله رجال الحي فقتل جماعة من الديلم والأتراك ثم انهزموا ونهب ابن سهلان أموالهم وسبى حريمهم وبذل الأمان لمضر ومهارش وأشرك بينهما وبين طراد في الجزيرة ونكر عليه سلطان الدولة ذلك ورحل هو إلى واسط والفتن بها فقتل جماعة منهم وأصلحها وبلغه ما ببغداد من الفتنة فسار إليها ودخلها في ربيع من السنة وهرب منه العيارون ونفى جماعة من العباسيين وأبا عبد الله ابن النعمان فقيه الشيعة وأنزل الديلم بأطراف البلد فكثر فسادهم وفساد الأتراك وساروا إلى سلطان الدولة بواسط شاكين من ابن سهلان فوعدهم وأمسكهم وبعث عن ابن سهلان فارتاب وهرب إلى بنى خفاجة ثم إلى الموصل ثم استقر بالبطيحة وبعث سلطان الدولة العساكر في طلبه فأجاره واليها الشرابي وهزم العساكر وكان ابن سهلان سار إلى جلال الدولة بالبصرة ثم أصلح الرجحي حاله مع سلطان الدولة ورجع إليه وضعف أمر الديلم في هذه السنة ببغداد وواسط وثارت لهم العامة فلم يطيقوا مدافعتهم ثم قبض سلطان الدولة على وزيره فسا نجس وأخويه واستوزر أبا غالب ذا السعادتين الحسن ابن منصور وقبض جلال الدولة صاحب البصرة على وزيره أبى سعد عبد الواحد على
(٤٧١)