مما لا يحصى وأجفل أهل بيت المقدس وغيرهم من أهل الشأم إلى بغداد باكين على ما أصاب الاسلام ببيت المقدس من القتل والسبي والنهب وبعث الخليفة أعيان العلماء إلى السلطان بركيارق واخوته محمد وسنجر بالمسير إلى الجهاد فلم يتمكنوا من ذلك للخلاف الذي كان بينهم ورجع الوفد مؤيسين من نصرهم وجمع الأفضل أمير الجيوش بمصر العساكر وسار إلى الفرنج فساروا إليهم وكبسوهم على غير أهبة فهزموهم وافترق عسكر مصر وقد لاذوا بخم الشعراء هناك فأضرموها عليهم نارا فاحترقوا وقتل من ظهر ورجع الفرنج إلى عسقلان فحاصروها حتى أنزلوا لهم عشرين ألف دينار فارتحلوا * (وفاة المستعلى وولاية ابنه الامر) * ثم توفى المستعلى أبو القاسم أحمد بن المستنصر منتصف صفر سنة خمس وتسعين لسبع سنين من خلافته فبويع ابنه أبو علي بن خمس ستين ولقب الامر بأحكام الله ولم يل الخلافة فيهم أصغر منه ومن المستنصر فكان هذا لا يقدر على ركوب الفرس وحده * (هزيمة الفرنج لعساكر مصر) * ثم بعث الأفضل أمير الجيوش بمصر العساكر لقتال الفرنج مع سعد الدولة الفراسي أميرا مملوك أبيه فلقى الفرنج بين الرملة ويافا ومقدمهم بغدوين فقاتلهم وانهزم وقتل واستولى الفرنج على معسكره فبعث الأفضل ابنه شرف المعالي في العساكر فبارزوهم قرب الرملة وهزمهم واختفى بغدوين في الشجر ونجا إلى الرملة مع جماعة من زعماء الفرنج فحاصرهم شرف المعالي خمسة عشر يوما حتى أخذهم فقتل منهم أربعمائة صبرا وبعث ثلثمائة إلى مصر ونجى بقدوين إلى يافا ووصل في البحر جموع من الفرنج للزيارة فندبهم بقدوين للغزو وسار بهم إلى عسقلان فهرب شرف المعالي وعاد إلى أبيه وملك الفرنج عسقلان وبعث العساكر في البر مع تاج العجم مولى أبيه إلى عسقلان وبعث الأسطول في البحر إلى يافا مع القاضي ابن قادوس فبلغ إلى يافا واستدعى تاج العجم وحبسه وبعث جمال الملك من مواليه إلى عسقلان مقدم العساكر الشامية ثم بعث الأفضل سنة ثمان وتسعين ابنه سنا الملك حسين وأمر جمال الملك بالسير معه لقتال الفرنج فساروا في خمسة آلاف واستمدوا طفتكين أتابك دمشق فأمدهم بألف وثلثمائة ولقوا الفرنج بين عسقلان ويافا فتفانوا بالقتل وتحاجزوا وافترق المسلمون إلى عسقلان ودمشق وكان مع الفرنج بكتاش بن تتش عدل عنه طفتكين با لملك إلى بنى أخيه دقاق بن تتش فلحق بالإفرنج مغاضبا.
(٦٨)