أول سنة أربع عشرة فلما وصل إلى جبل قارن منعه أبو نصر الطبري من الاجتياز به فبذل له ثلاثين ألف دينار واسترضاه وسار إلى الري فخرج عنها فاتك واستولى عليها السعيد منتصف السنة وأقام بها شهرين ثم عاد عنها إلى البخاري واستعمل عليها محمد بن علي الملقب صعلوك فأقام بها إلى شعبان سنة ست عشرة ومرض فكاتب الداعي وما كان بن كالى في القدوم ليسلم لهم الري فقدموا واستولوا على الري وسار صعلوك عنها فمات في طريقه وأقام الحسن الداعي بالري بالري مالكا لها واستولى معها على قزوين وزنجان وأبهر وقم ومعه ما كان وكان أسفار قد استولى على طبرستان فسار الداعي وما كان إليه والتقوا على سارية فانهزم وقتل الداعي كما مر في أخبار العلوية بطبرستان * (ولاية أسفار على جرجان والري) * كان أسفار بن شيرويه من أعيان الديلم وكان من أصحاب ما كان بن كالى وقد تقدم لنا أن أبا الحسن بن الأطروش ولى ما كان على استراباذ وان الديلم اجتمعوا إليه وأمروه وأنه ملك جرجان واستولى بعدها على طبرستان وولى أخاه أبا الحسن بن كالى على جرجان وكان أسفار بن شيرويه من قواده فانصرف مغاضبا عنه سنة خمس عشرة إلى بكر بن محمد بن اليسع بنيسابور فبعثه بكر إلى جرجان ليفتحها واضطرب أمر جرجان لان ما كان ابن كالى اعتقل بها أبا على الأطروش بنظر أخيه ابن كالى فوثب الأطروش على أخيه أبى الحسن وقتله وملك جرجان واستقدم أسفار بن شيرويه فقدم وضبط أمره وسار إليهم ما كان من طبرستان في جيوشه فهزموه واتبعوه إلى طبرستان فملكوها وأقاموا بها وهلك أبو علي بن الأطروش بطبرستان فعاد ما كان بن كالى وأخرج أسفار بن شيرويه من طبرستان ثم زحف أسفار إلى الداعي وما كان والتقوا على السيارية فانهزم الداعي وما كان وقتل الداعي واستولى أسفار على طبرستان وجرجان والري وقزوين وزنجان وأبهر وقم والكرخ ودعا للسعيد نصر بن أحمد صاحب خراسان واستعمل على آمد هارون بن بهرام يريد استخلاصه لنفسه لان هارون كان يخطب لابي جعفر من ولد الأطروش فولاه آمد وزوجه ببعض نساء الأعيان بها وحضر عرسه أبو جعفر وغيره من العلويين فهجم عليه أسفار يوم العرش فقبض على أبي جعفر والعلويين وحملهم إلى بخارى فاعتقلوا بها واستفحل أمر أسفار وانتقض على السعيد صاحب خراسان وعلى الخليفة المقتدر وسار السعيد من بخارى إلى نيسابور لمحاربته وأشار عليه وزيره محمد بن مطرف الجرجاني بطاعة السعيد وخوفه منه فقبل إشارته ورجع إلى طاعة السعيد وقبل شروطه من حمل المال وغيره ثم انتقض عليه مرداويح
(٣٤١)