امتعض لذلك وسار من الموصل إلى بغداد في شعبان سنة أربع وثلاثين فقدم معز الدولة عساكره فأوقع بها ابن حمدان بعكبرا ثم سار معز الدولة ومعه المطيع إلى مدافعته ولحق به ابن شير زاد فاستحثه إلى بغداد سنة أربع وثلاثين وخالفه معز الدولة إلى تكريت ونهبها وتسابقوا جميعا إلى بغداد فنزل معز الدولة والمطيع بالجانب الشرقي وابن حمدان بالجانب الغربي فقطع الميرة عن معسكر معز الدولة فغلت الأسعار وعزت الأقوات ونهب عسكره مرارا فضاق به الامر واعتزم على العود إلى الأهواز فأمر وزيره أبا جعفر الصيمري بالعبور في العساكر لقتال ابن حمدان فظفر بن الصيمري وغنم الديلم أموالهم وظهرهم ثم أمن معز الدولة الناس وأعاد المطيع إلى داره في محرم سنة خمس وثلاثين ورجع ابن حمدان إلى عكبرا وأرسل في الصلح سرا فنكر عليه الأتراك التورونية وهموا بقتله وفر إلى الموصل ومعه ابن شير زاد ثم صالحه معز الدولة كما طلب ولما فر عن الأتراك التورونية أعلمهم تكين الشيرازي فقبضوا على من تخلف من أصحابه وساروا في اتباعه وقبض هو في طريقه على ابن شير زاد وتجاوز الموصل إلى نصيبين فملكها تكين وسار في اتباعه إلى السند فلحقه هنالك عسكر من معز الدولة كما طلب وأمده به مع وزيره أبى جعفر الصيمري وقاتل الأتراك فهزمهم وسار إلى الموصل هو والصيمري فدفع ابن شير زاد إلى الصيمري وحمله إلى معز الدولة وذلك سنة خمس وثلاثين * (استيلاء معز الدولة على البصرة والموصل وصلحه مع ابن حمدان) * وفى سنة خمس وثلاثين انتقض أبو القاسم بن البريدي بالبصرة فجهز معز الدولة الجيش إلى واسط ولقيهم جيش ابن البريدي في الماء وعلى الظهر فانهزموا إلى البصرة وأسروا من أعيانهم جماعة ثم سار معز الدولة سنة ست وثلاثين إلى البصرة ومعه المطيع كارها من قتال أبى القاسم البريدي وسلكوا إليها البرية وبعث القرامطة يعذلون في ذلك معز الدولة فكتب يتهددهم ولما قارب البصرة استأمنت إليه عساكر أبى القاسم وهرب هو إلى القرامطة فأجاروه وملك معز الدولة البصرة ثم سار هو منها إلى الأهواز ليلقى اخاه عماد الدولة وترك المطيع وأبا جعفر الصيمري بالبصرة وانتقض على معز الدولة كوكير من أكابر الديلم فقاتله الصيمري وهزمه وأسره وحبسه معز الدولة بقلعة رامهرمز ثم لقى أخاه معز الدولة بارجان في شعبان من السنة وسلك في تعظيمه واجلاله من وراء الغاية وكان عماد الدولة يأمره بالجلوس في مجلسه فلا يفعل ثم عاد معز الدولة والمطيع إلى بغداد ونودي بالمسير إلى الموصل فترددت الرسل من ابن حمدان في الصلح وحمل المال ثم سار إليه سنة سبع وثلاثين في شهر رمضان واستولى على الموصل وأراد الاثخان في بلاد ابن حمدان فجاءه الخبر عن أخيه ركن الدولة بان عساكر خراسان
(٤٣٦)