بالله فلم يقبل الكنية واستوزر أبا الفضل جعفر بن الفرات وكان من أعاظم الملوك جوادا ممدوحا سيوسا كثير الخشية لله والخوف منه وكان يدارى المعز صاحب المغرب ويهاديه وصاحب بغداد وصاحب اليمن وكان يجلس للمظالم في كل سبت إلى أن هلك * (وفاة كافور وولاية أحمد بن علي بن الإخشيذ) * ثم توفى كافور منتصف سبع وخمسين لعشرة سنين وثلاثة أشهر من استبداده منها سنتان وأربعة أشهر مستقلا من قبل المطبع وكان أسود شديد السواد واشتراه الإخشيذ بثمانية عشر دينارا ولما هلك اجتمع أهل الدولة وولوا أحمد بن علي بن الإخشيذ وكنيته أبو الفوارش وقام بتدبير أمره الحسن بن عمه عبد الله بن طغج وعلى العساكر شمول مولى جده وعلى الأموال جعفر بن الفضل واستوز كاتبه جابر الرياحي ثم أطلق ابن الفرات بشفاعة ابن مسلم الشريف وفوض أمر مصر إلى ابن الرياحي * (مسير جوهر إلى مصر وانقراض دولة بن طغج) * ولما فرغ المعز لدين الله من شواغل المغرب بعث قائده جوهرا الصقلي الكاتب إلى مصر وجهزه في العساكر وأزاح عللها وسار جوهر من القيروان إلى مصر ومر ببرقة وبها أفلح مولى المعز فلقيه وترجل له فملك الإسكندرية ثم الجيزة ثم أجاز إلى مصر وحاصرها وبها أحمد بن علي بن الإخشيذ وأهل دولته ثم افتتحها سنة ثمان وخمسين وقتل أبا الفوارس وبعث بضائعهم وأموالهم إلى القيروان صحبة الوفد من مشيخة مصر وقضاتها وعلمائها وانقرضت دولة بنى طغج وأذن سنة تسع وخمسين في جامع ابن طوطون بحي على خير العمل وتحولت الدعوة بمصر للعلوية واختط جوهر مدينة القاهرة في موضع العساكر وسير جعفر بن فلاح اللتامي إلى الشأم فغلب القرامطة عليه كما تقدم ذلك في أخبارهم [الخبر عن دولة بنى مروان بديار بكر بعد بنى حمدان ومبادي أمورهم وتصاريف أحوالهم] كان حق هذه الدولة أن نصل ذكرها بدولة بنى حمدان كما فعلنا في دولة بنى المقلد بالموصل وبنى صالح بن مرادس بحلب لان هذه الدول الثلاث انما نشأت وتفرعت عن دولتهم إلا أن بنى مروان هؤلاء ليسوا من العرب وانما هم من الأكراد فأخرنا دولتهم حتى ننسقها مع العجم ثم أخرناها عن دولة بنى طوطون لان دولة بين طوطون متقدمة عنها في الزمن بكثير فلنشرع الآن في الخبر عن الدولة بنى مروان وقد كان تقدم لنا خبر باد الكردي واسمه الحسين بن دوسك وكنيته أبو عبد الله وقيل كنيته أبو شجاع وانه
(٣١٥)