هو إلى ركن الدولة فيحاول على مقاصد عضد الدولة فمضى الرسول إلى ركن الدولة فحجبه أولا ثم أحضره وذكر له الرسالة فهم بقتله ثم رده وحمله من الإساءة في الخطاب فوق ما أراد وجاء ابن العميد فحجبه ركن الدولة وأنفذ إليه بالوعيد وشفع إليه أصحابه واعتذر بأنه انما جعل رسالة عضد الدولة طريقا إلى الخلاص منه فأحضره وضمن له ابن العميد اطلاق بختيار ثم سار إلى عضد الدولة وعرفه بغضب أبيه فأطلق بختيار من محبسه ورده إلى ملكه على أن يكون نائبا عنه ويخطب له ويجعل أخاه أبا إسحاق أمير الجيش لضعفه عن الملك وخلف أبا الفتح بن العميد لقضاء شؤونه فتشاغل هو مع بختيار فيما كان فيه من اللذات عن ركن الدولة وجاء ابن بقية فأكد الوحشة بين بختيار وعضد الدولة وجبى الأموال واختزنها وأساء التصرف واحترز من بختيار * (أخبار عضد الدولة في ملك عمان) * لما توفى معز الدولة كان أبو الفرج بعمان فسار عنها لبغداد وبعث إلى عضد الدولة بأن يتسلمها فوليها عمر بن نبهان الطائي بدعوة عضد الدولة ثم قتلته الزنج وملكوا البلد وبعث عضد الدولة إليها جيشا من كرمان مع قائده أبى حرب طغان وساروا في البحر وأرسوا على صحار وهي قصبة عمان ونزلوا إلى البر فقاتلوا الزنج وظفروا بهم واستولى طغان على صحار سنة ثنتين وستين ثم اجتمع الزنج إلى مدين رستان على مرحلتين من صحار فأوقع بهم طغان واستلحمهم وسكنت البلاد ثم خرج بجبال عمان طوائف الشراة مع ورد بن زياد منهم وبايعوا لحفص بن راشد واشتدت شوكتهم وبعث عضد الدولة المظفر بن عبد الله في البحر فنزل في اعمال عمان وأوقع بأهل خرخان ثم سار إلى دما على أربع مراحل وقاتل الشراة فهزمهم وهرب أميرهم ورد بن حفص إلى زوا وهي حصن تلك الجبال ولحق حفص باليمن فصار فيه معلما واستقامت البلاد ودانت لطاعة عضد الدولة * (اضطراب كرمان على عضد الدولة) * كان ظاهر بن الصنمد من الحرومية وهي البلاد الحارة قد ضمن من عضد الدولة ضمانات واجتمعت عليه أموال ولما سار عضد الدولة إلى العراق وبعث وزيره المظهر بن عبد الله إلى عمان خلت كرمان بن العساكر فطمع فيها ظاهر وجمع الرجال الحرمية وكان بعض موالي بنى سامان من الأتراك واسمه مؤتمر استوحش من ابن سيجور صاحب خراسان فكاتبه ظاهر وأطمعه في اعمال كرمان فسار إليه وجعله ظاهر أميرا ثم شغب عليه بعض أصحاب ظاهر فارتاب به مؤتمر وقاتله فظفر به وبأصحابه وبلغ الخبر إلى الحسين بن علي
(٤٥٠)