وطخارستان فملكها وخرب المباني التي بناها داود بن العباس بظاهر بلخ وتسمى باساديانج ثم سار إلى كابل واستولى عليها وقبض على رتبيل وبعث بالأصنام التي أخذها من كابل وملك البلاد إلى المعتمد وأهدى إليه هدية جليلة المقدار وعاد إلى بست معتزما على العود إلى سجستان فاحفظه بعض قواده بالرحيل قبله فغضب وأقام منه إلى سجستان ثم سار إلى خراسان وملك هراة ثم إلى بوشنج فملكها وقبض على عاملها الحسين ابن علي بن طاهر الكبير وكان كبير بيتهم وشفع له فيه محمد بن طاهر صاحب خراسان فأبى من اسعافه وبقي في قلبه وولى على هراة وبوشنج وباذغيس ورجع إلى سجستان * (استيلاء الصفار على خراسان وانقراض أمر بنى طاهر) * كان بسجستان عبد الله السجزي ينازع يعقوب بن الليث فلما قوى يعقوب واستفحل سار عبد الله إلى خراسان وطمع في ملكها وحاصر محمد بن طاهر في كرسي ولايته نيسابور ثم تردد الفقهاء بينهم في الصلح حق تم بينهما وولاه محمد الطبسين وخنهستان ثم بعث يعقوب إلى محمد في طلبه فأجاره وأحفظ ذلك يعقوب فسار إلى محمد بنيسابور فخام محمد عن لقائه ونزل يعقوب بظاهر نيسابور وخرج إليه قرابة محمد وعمومته وأهل بيته ودخل نيسابور واستعمل عليها وذلك سنة تسع وخمسين وكتب إلى المعتمد بأن أهل خراسان استدعوه لعجز ابن طاهر وتفريطه في أمره وغلبه العلوي على طبرستان فكتب إليه المعتمد بالنكير والاقتصار على ما بيده والا سلك به سبيل المخالفين وقيل في ملكه نيسابور غير ذلك وهو ان محمد بن طاهر لما أصاب دولته العجز والادبار كاتب بعض قرابته يعقوب ابن الليث الصفار واستدعوه فكتب يعقوب إلى محمد بن طاهر بمجيئه إلى ناحيته موريا بقصد الحسن بن زيد في طبرستان وأن المعتمد أمره بذلك وأنه لا يعرض لشئ من أمر خراسان وبعث بعض قواده عينا عليه وعنفه على الاهمال والعجز وقبض على جميع أهل بيته نحوا من مائة وستين رجلا وحملهم جميعا إلى سجستان وذلك لاحدى عشرة سنة من ولاية محمد واستولى يعقوب على خراسان وهرب منازعه عبد الله السجزي إلى الحسين بن يزيد صاحب طبرستان وقد كان ملكها من لدن سنة احدى وخمسين فأجاره الحسين وسار إليه يعقوب سنة ستين وحاربه فانهزم الحسين إلى أرض الديلم واعتصم بجبال طبرستان وملك يعقوب سارية وآمد ورجع في طلب السجزي إلى الري وتهدد العامل على دفعه إليه فبعث به وقتله يعقوب * (استيلاء الصفار على فارس) * قد تقدم لنا تغلب محمد بن واصل على فارس سنة ست وخمسين ومسير الصفار إليه سنة
(٣٢٣)