لمصادرتهم فوثبوا بمن معه من الديلم وقتلوهم واستدعوا دسيم بن إبراهيم فجاء إلى تبريز وملكوه ولحق به الأكراد الذين استأمنوا إلى المرزبان فسار المرزبان في عساكره وحاصرهم دسيم بتبريز وكاتب علي بن جعفر وحلف له على الوفاء بما يرومه منه فطلب منه السلامة وترك العمل فأجابه واشتد الحصار على دسيم فهرب من تبريز إلى أردبيل وخرج الوزير إليه فوفى له المرزبان ثم طلب دسيم أن ينزله بأهله بقلعة من قلاع الطرم ففعل وأقام المرزبان فيها * (استيلاء الروس على مدينة بردعة وظفر المرزبان بهم) * هؤلاء الروس من طوائف الترك ويجاورون الروم في مواطنهم وأخذوا بدين النصرانية معهم منذ أزمان متطاولة وبلادهم تجاور بلاد أذربيجان فركبت طائفة منهم البحر سنة ثنتين وثلاثين ثم صعدوا من البحر في نهر اللكن هر وانتهوا إلى مدينة بردعة من بلاد آذربيجان وبها نائب المرزبان فخرج إليهم في نحو خمسة آلاف مقاتله من الديلم وغيرهم فهزمهم الروس وقتلوا الديلم وتبعوهم إلى البلد فملكوه ونادوا بالأمان وأحسنوا السيرة وجاءت العساكر الاسلامية من كل ناحية فلم يقدروا عليهم وظاهرهم العوام والرعاع فلما انصرفت العساكر غدرت الروسية بهم فقتلوهم ونهبوا أموالهم واستعبدوهم وأحزن المسلمين ذلك واستنفر المرزبان الناس وسار لهم وأكمن لهم كمينا وزحف إليهم وخرجوا إليه واستطرد لهم حتى جاوزوا موضع الكمين فاستمر أصحابه على الهزيمة ورجع هو مع أخيه وصاحب له مستميتين وخرج الكمين من ورائهم واستلحم الروسية وأميرهم ونجا فلهم إلى البلد فاعتصموا بحصنه وكانوا قد نقلوا إليه السبى والأموال وحاصرهم المرزبان وصابروه ثم إن ناصر الدولة بن حمدان صاحب الموصل بعث إلى ابن عمه الحسين بن سعد بن حمدان في هذه السنة إلى آذربيجان ليملكها فبلغ الخبر إلى المرزبان بأنه انتهى إلى سلماس فجهز عسكرا إلى الروس وسار لقتال ابن حمدان فقاتله أياما ثم استدعاه ابن عمه ناصر الدولة من الموصل وأخبره بموت تورون وأنه سائر إلى بغداد وأمره بالرجوع فرجع وأما الروس فحاصرهم العسكر أياما واشتد فيهم الوباء فانقضوا من الحصن ليلا وحملوا ما قدروا عليه من الأموال ولحقوا باللكن فركبوا سفنهم ومضوا إلى بلادهم وطهر الله البلاد منهم * (مسير المرزبان إلى الري وهزيمته وحبسه) * ولما سارت عساكر خراسان إلى الري وظن المرزبان أن ذلك يشغل ركن الدولة بن بويه عنه وكان قد بعث رسوله إلى معز الدولة ببغداد فصرفه مذموما مدحورا فاعتزم على غزو الري وطمع في ملكه واستأمن إليه بعض قواد الري وأغراه بذلك وراسله ناصر
(٥٠١)