تونس وصطفورة وهي تبرزو والجزيرة ولإلياس سائر إفريقية وتم هذا الصلح سنة ثمان وثلاثين وسار حبيب إلى عمله ببلاد الجريد وسار الياس مع أخيه عمران إلى تونس فغدر بعمران وقتله وجماعة من الاشراف معه وعاد إلى القيروان وبعث بطاعته إلى أبي جعفر المنصور مع عبد الرحمن بن زياد بن أنعم قاضي إفريقية ثم سار حبيب إلى تونس فملكها وجاءه عمه الياس فقاتله وخالفه حبيب إلى القيروان فدخلها وفتق السجون فرجع الياس في طلبه وفارقه أكثر أصحابه إلى حبيب فلما تواقفا دعاه حبيب إلى البراز فتبارزا وقتله حبيب ودخل القيروان وملكها آخر سنة ثمان وثلاثين ونجا عمه الاخر عبد الوارث إلى وربجومة من قبائل البربر وكبيرهم يومئذ عاصم بن جميل وكان كاهنا ويدعى النبوة فأجار عبد الوارث وقاتلهم حبيب فهزموه إلى قابس واستفحل أمرهم وكتب من كان بالقيروان من العرب إلى عاصم بن جميل يدعونه للولاية عليهم واستخلفوه على الحماية والدعاء للمنصور فلم يجب إلى ذلك وقاتلهم فهزمهم واستباح القيروان وخرب المساجد واستهانها ثم سار إلى حبيب بن عبد الرحمن بقابس فقاتله وهزمه ولحق حبيب بجبل أوراس فأجاره أهله وجاء عاصم فقاتلهم فهزموه وقتل جماعة من أصحابه وقام بأمر وربجومة والقيروان من بعده عبد الملك وقتله سنة أربعين ومائة وكانت امارة الياس على إفريقية سنة ونصفا وامارة حبيب ثلاث سنين * (عبد الملك بن أبي الجعد الوربجومي) * ولما قتل عبد الملك بن أبي الجعد حبيب بن عبد الرحمن رجع في قبائل وربجومة إلى القيروان وملكها واستولت وربجومة على إفريقية وساروا في أهل القيروان بالعسف والظلم كما كان عاصم وأسوأ منه وافترق أهل القيروان بالنواحي فرارا بأنفسهم وشاع خبرهم في الآفاق فخرج بنواحي طرابلس عبد الأعلى بن السمح المغافري الأباضي منكرا لذلك وقصد طرابلس وملكها * (عبد الأعلى بن السمح المغافري) * ولما ملك عبد الأعلى مدينة طرابلس بعث عبد الملك بن أبي الجعد العساكر لقتاله سنة احدى وأربعين فلقيهم أبو الخطاب وهزمهم وأثخن فيهم واتبعهم إلى القيروان فملكها وأخرج وربجومة منها واستخلف عليها عبد الرحمن بن رستم وسار إلى طرابلس للقاء العساكر القادمة من ناحية أبى جعفر * (محمد بن الأشعث الخزاعي) * كان أبو جعفر المنصور لما وقع بإفريقية ما وقع من الفتنة وملك قبائل وربجومة
(١٩١)