ابن مهلهل فخدم القائم وخرج السلطان للقاء الخليفة وقدم إليه الأموال والآلات وعرضه أرباب الوظائف ولقيه بالنهروان وجاء معه إلى قصره كما تقدم في أخباره وبعث السلطان خبار تكين الطغرائي في العساكر لاتباع البساسيري والعرب وجاء إلى الكوفة واستصحب سرايا ابن منيع ببني خفاجة وسار السلطان في اثرهم وصبحت السرية البساسيري في حلة دبيس بن مزيد من الكوفة فنهبوها وفر دبيس وقاتل البساسيري وأصحابه فقتل في المعركة * (وفاة قريش بن بدران وولاية ابنه مسلم) * ثم توفى قريش بن بدران سنة ثلاث وخمسين ودفن بنصيبين وجاء فخر الدولة أبو نصر محمد ابن محمد بن جهير من دارا وجمع بنى عقيل على ابنه أبى المكارم مسلم بن قريش فولوه عليهم واستقام أمره وأقطعه السلطان سنة ثمان وخمسين الأنبار وهيت وحريم والسن والبواريح ووصل إلى بغداد فركب الوزير بن جهير في المركب للقائه ثم سار سنة ستين وأربعمائة إلى الرحبة فقاتل بها بنى كلاب وهم في طاعة المستنصر العلوي فهزمهم وأخذ أسلابهم وبعث بأشلائهم وعليها سمات العلوية فطيف بها منكسة ببغداد * (استيلاء مسلم بن قريش على حلب) * وفى سنة ثنتين وسبعين سار شرف الدولة مسلم بن قريش صاحب الموصل إلى مدينة حلب فحاصرها ثم أفرج عنها فحاصرها تتش بن البارسلان وقد كان ملك الشأم سنة احدى وسبعين قبلها فأقام عليها أياما ثم أفرج عنها وملك بزاغة والبيرة وبعث أهل حلب إلى مسلم بن قريش بأن يمكنوه من بلدهم ورئيسها يومئذ ابن الحسين العباسي فلما قرب منهم امتنعوا من ذلك فترصد لهم بعض التركمان وهو صاحب حصن بنواحيها وأقام كذلك أياما حتى صادف ابن الحسين يتصيد في ضيعته فأسره وبعث به إلى مسلم بن قريش فأطلقه على أن يسلموا له البلد فلما عاد إلى البلد تمم له ذلك وسلم له البلد فدخله سنة ثلاث وسبعين وحصر القلعة واستنزل منها سابغا ووثابا ابني محمد بن مرادس وبعث ابنه إبراهيم وهو ابن عمة السلطان إلى السلطان يخبره بملك حلب وسأل ان يقدر عليه ضمانه فأجابه السلطان إلى ذلك وأقطع ابنه محمدا مدينة بالس ثم ساره مسلم إلى حران وأخذها من بني وثاب النميريين وأطاعه صاحب الرها ونقش السكة باسمه * (حصار مسلم بن قريش دمشق وعصيان أهل حران عليه) * وفى سنة ست وسبعين سار شرف الدولة إلى دمشق فحاصرها وصاحبها تتش فخرج في عسكره وهزم مسلم بن قريش فارتحل عنها راجعا إلى بلاده وقد كان استمد أهل مصر
(٢٦٧)