عثمان بن أبي العلى فقتله لحينه وقتل الموالى المجاهدين فخرج عليهم ولحق بانديس فتملكها واستدعى محمد بن الرئيس أبى سعيد في معتقله بسلوباشة ونصبه للملك فلم يتم له مراده من ذلك ورجعوا آخر اللمهادنة وقتل السلطان محمد وزيره ابن المحروق بداره غدرا سنة تسع وعشرين استدعاه للحديث على لسان عمته المتغلبة عليه مع ابن المحروق وتناوله مع علوجه طعنا بالخناجر إلى أن مات وقام السلطان بأعباء ملكه ورجع عثمان ابن أبي العلى إلى مكانه من يعسوبية الغزاة وزناتة حق إذا هلك قدم عليهم مكانه ابنه ابا ثابت وأجاز السلطان محمد إلى المغرب صريخا للسلطان أبى الحسن على الطاغية فوجده مشغولا بفتنة أخيه محمد ومع ذلك جهز له العساكر وعقد عليها سنة ثلاث وثلاثين واستراب بنو أبى العلى بمداخلة السلطان أبى الحسن فتشاوروا في أمره وغدروا به يوم رحيله عن الجبل إلى غرناطة فتقاصفوه بالرماح وقدموا أخاه أبا الحجاج يوسف فقام بالأمر وشمر عن ساعده في الاخذ بثار أخيه فتكب بنى العلى وغر بهم إلى تونس وقدم على الغزاة مكان أبى ثابت بن عثمان قرثية من بني رحو بن عبد الله بن عبد الحق وهو يحيى بن عمر بن رحو فقام بأمرهم وطال أمر رياسته واستدعى السلطان أبو الحجاج السلطان أبا الحسن صاحب المغرب فأجاز ابنه عند ما تم له الفتح بتلمسان وعقد له على عساكر جمة من زناتة والمطوعة فغزاهم وغنم وقفل راجعا وتلاحقت به جموع النصارى وبيتوه على حدود أرضهم فاستشهد كثير من الغزاة وأجاز السلطان أبو الحسن سنة احدى وأربعين بكافة أهل المغرب من زناتة ومغراوة والمرتزقة والمتطوعة فنازل طريف وزحف إليه الطاغية فلقيه بظاهرها فانكشف المسلمون واستشهد الكثير منهم وهلك فيها نساء السلطان وحريمه وفسطاطه من معسكره وكان يوم ابتلاء وتمحيص وتغلب الطاغية اثرها على القلعة ثغر غرناطة ونازل الجزيرة الخضراء وأخذها صلحا سنة ثلاث وأربعين ولم يزل أبو الحجاج في سلطانه إلى أن هلك يوم الفطر سنة خمس وخمسين طعنه في سجوده من صلاة العيد وغد من صفاعفة البلد كان مجتمعا وتولى ابنه واستبد عليه مولاهم رضوان حاجب أبيه وعمه فقام بأمره وغلبه عليه وحجبه وكان إسماعيل أخوه ببعض قصور الحمراء قلعة الملك وكانت له ذمة وصهر من محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن محمد ابن الرئيس أبى سعيد بما كان أبوه أنكحه شقيقة إسماعيل هذا وكان أبو يحيى هذا يدعى بالرئيس وجده محمد هذا هو الذي قدمنا أن عثمان بن أبي العلى دعاه من مكان اعتقاله للملك فداخل محمد هذا الرئيس بعض الزعالقة من الغوغاء وبيت حصن الحمراء وتسوره ولج على الحاجب رضوان في داره فقتله وأخرج صهره إسماعيل ونصبه للملك ليلة سبع وعشرين من رمضان سنة ستين
(١٧٤)