طغان طوائف المسلمين وغيرهم واستقبلهم فهزمهم وقتل منهم نحو مائة ألف وأسر مثلها ورجع الباقون منهزمين ومات طغان اثر ذلك وولى بعده أخوه أرسلان وكان من الغريب الدال على قصد ايمان طغان انه كان عند خروج الترك إلى بلاد ساغون عليلا فلما بلغه الخبر تضرع لله أن يعافيه حتى ينتقم من هؤلاء الكفرة ويدفعهم عن البلاد فاستجاب الله دعاءه وكان محبا لأهل العلم والدين ولما توفى واصل أرسلان خان الولاية مع السلطان محمود وأصهر إلى ابنه مسعود في بعض كرائمه فاستحكم الاتصال بينهما * (انتقاض قراخان على أرسلان وصلحه) * كان أرسلان خان قد ولى على سمرقند قراخان يوسف بن بقراخان هارون الذي ملك بخارا فانتقض عليه سنة تسع وأربعمائة وكاتب السلطان محمود صاحب خراسان يستظهر به على أرسلان خان فعقد السلطان على جيحون جسرا من السفن محكمة الربط بسلاسل الحديد وعبر إليه ثم خام عن لقائه فعاد إلى خراسان وانقطعت الموالاة بينه وبين أرسلان خان وتصالح مع قراخان واتفقا على محاربة السلطان محمود والمسير إلى بلاده فسار إلى بلخ وقاتلهما السلطان قتالا شديدا حتى انهزم الترك وعبروا النهر إلى بلادهم وكان من غرق أكثر ممن نجا وعبر السلطان في اثرهم ثم رجع عنهم * (أخبار قراخان) * الذي يظهر من كلام ابن الأثير أن قراخان ولى بلاد الترك بتركستان وساغون فإنه ذكره عقب هذا الخبر بالعدل وحسن السيرة وكثرة الجهاد ثم قال عقب كلامه فمن فتوحاته ختن بين الصين وتركستان وهي كثيرة العلماء والفضلاء ثم قال وبقي كذلك إلى سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة فتوفى فيها ولما توفى خلف ثلاثة بنين أرسلان خان وكنيته أبو شجاع ولقبه شرف الدولة وبقراخان ولم يذكر الثالث والظاهر أنه شرف الدولة قال وكان لأرسلان كاشغر وختن وساغون وخطب له على منابرها وكان عادلا مكرما للعلماء وأهل الدين محسنا لهم وقصده كثير منهم فأكرمهم قال وكان لقراخان طراز واسبيجاب ووقعت الفتنة بين بقراخان وأرسلان فغلبه بقراخان وحبسه وملك بلاده وقال في موضع آخر كان يقنع من اخوته وأقاربه بالطاعة فقسم البلاد بينهم وأعطى اخاه أرسلان تكين كثيرا من بلاد الترك وأعطى أخاه طراز واسبيجاب وأعطى عمه طغان خان فرغانة بأسرها وأعطى ابنه على تكين بخارا وسمرقند وغيرهما وقنع هو ببلاد ساغون وكاشغر قال وفى سنة خمس وثلاثين أسلم كثير من كفار الترك الذين كانوا يطرقون بلاد
(٣٩٢)