ابن المكرم وبنى الزريع بن العباس بن المكرم وغلب بنو الزريع بعد حروب عظيمة قال ابن سعيد وأول مذكور منهم الداعي بن أبي السعود بن الزريع أول من اجتمع له الملك بعد بنى الصليحي وورثه عنه بنوه وحاربه ابن عمه علي بن أبي الغارات بن مسعود ابن المكرم صاحب الزعازع فاستولى على عدن من يده بعد مقاساة ونفقات في الاعراب ومات بعد فتحها بسبعة أشهر سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة وولى ابنه الأغر وكان مقيما بحصن الدملوة المعقل الذي لا يرام وامتنع عليه بعده ابن بلال ابن الزريع من مواليه وخشى محمد بن سبا على نفسه ففر إلى منصور بن المفضل من ملوك الجبال الصليحيين بذي جبلة ثم مات الأغر قريبا فبعث بلال عن محمد بن سبا فوصل إلى عدن وكان التقليد جاء من مصر باسم الأغر فكتب مكانه محمد بن سبا وكان في نعوته الداعي المعظم المتوج المكنى بسيف أمير المؤمنين فوقعت كلها عليها وزوجه بلال بنته ومكنه من الأموال التي كانت في خزائنه ثم مات بلال عن مال عظيم وورثه محمد بن سبا وأنفقه في سبيل الكرم والمروءات واشترى حصن ذي جبلة من منصور بن المفضل بن أبي البركات كما ذكرناه واستولى عليه وهو دار ملك الصليحيين وتزوج سيدة بنت عبد الله الصليحي وتوفى سنة ثمان وأربعين وولى ابنه عمران بن محمد بن سبا وكان ياسر بن بلال يدبر دولته وتوفى سنة ستين وخمسمائة وترك ولدين صغيرين وهما محمد وأبو السعود فحبسهما ياسر بن بلاد في القصر واستبد بالأمر وكان ياسر محمد كثير العطية للشعراء ومن وفد عليه ومدحه ابن قلاقس شاعر الإسكندرية ومن قصائده في مدحه سافر إذا حاولت قدرا * سار الهلال فصار بدرا وهو آخر ملوك الزريعيين ولما دخل سيف الدولة أخو صلاح الدين إلى اليمن سنة ست وستين وستمائة واستولى عليها جاء إلى عدن فملكها وقبض على ياسر بن بلال وانقطعت دولة بنى زريع وصار اليمن للمعز وفيه ولاتهم بنو أيوب كما نذكر في أخبارهم وكانت مدينة الجدة قرب عدن اختطها ملوك الزريعيين فلما جاءت دولة بنى أيوب تركوها ونزلوا تعز من الجبال كما يأتي ذكره * (أخبار ابن مهدي الخارجي وبنيه وذكر دولتهم باليمن وبدايتها وانقراضها) * هذا الرجل من أهل العترة من سواحل زبيد وهو علي بن مهدي الحميري كان أبوه مهدى معروفا بالصلاح والدين ونشأ ابنه على طريقته فاعتزل ونسك ثم حج ولقى علماء العراق وأخذ الوعظ من وعاظهم وعاد إلى اليمن واعتزل ولزم الوعظ وكان حافظا فصيحا ويخبر بحوادث أحواله فيصدق فمال إليه الناس واغتبطوا به وصار يتردد للحج سنة احدى وستين ويعظ الناس في البوادي فإذا حضر الموسم ركب على نجيب له ووعظ الناس
(٢١٩)