السلطان بالوعيد فيقال ان طغرلبك قال لكاتبه اكتب إليه قل اللهم مالك الملك الآية ولا تزده عليها ولما ورد الكتاب على السلطان مسعود كتب إليه وآنسه بالمواعيد وبعث إليه بالخلع وأمره بالرحيل إلى آمل الشط على جيحون وأقطع نسا لطغرلبك ودهستان لداود وبداوة لبيقو وسمى كل واحد منهما بالدهقان فلم يقبلوا شيئا من ذلك ولا وثقوا به وأكثروا من العيث والفساد ثم كفوا عن ذلك وبعثوا إلى السلطان مسعود يخادعونه بالطاعة ببلخ ورغبوه في أن يسرح إليهم أخاهم أرسلان المحبوس بالهند فبعث إليه السلطان مسعود وجاؤا بأرسلان من الهند ولما لم يتم بينهم أمر بإعادته إلى محبسه * (هزيمة السلطان مسعود واستيلاء طغرلبك على مدائن خراسان وأعمالها) * ولما تغلبت السلجوقية على نواحي خراسان وفضوا عساكر السلطان وهزموا الحاجب سباسى اهتز السلطان لذلك وأجمع لخراسان الحشد وبث العطاء وأزاح العلل وسار من غزنة في الجيوش الكثيفة والفيلة العديدة على التعبية المألوفة ووصل إلى بلخ ونزل بظاهرها وجاء داود باحيائه فنزل قريبا منه وأغار يوما على معسكره فساق من باب الملك مسعود عدة من الجنائب المقربات معها الفيل الأعظم وارتاع الملك لذلك وارتحل مسعود من بلخ في رمضان سنة تسع وعشرين ومعه مائة ألف مقاتل ومر بالجوزجان فصلب الوالي الذي كان بها للسلجوقية وانتهى إلى مرو الشاهجان ومضى داود إلى سرخس واجتمع معه أخوه طغرلبك وبيقو وبعث إليهم السلطان في الصلح فوفد عليه يبقو فأكرمه السلطان وخلع عليه وأجابه هو عن أصحابه بالامتناع من الصلح للخوف من السلطان وسار من عند السلطان فسقط في يده وسار في اتباعهم من هراة إلى نيسابور ثم سرخس كلما تبعهم إلى مكان هربوا منه إلى آخر حتى أظلهم فصل الشتاء فأقاموا بنيسابور ينتظرون انسلاخه فانسلخ والسلطان عاكف على لهوه غافل عن شأنه حتى انقضى زمن الربيع واجتمع وزراؤه وأهل دولته وعذلوه في إهمال أمر عدوه فسار من نيسابور إلى مرو في طلبهم فدخلوا المفازة فدخل وراءهم مرحلتين وقد ضجر العسكر من طول السفر وعنائه وكانوا منذ ثلاث سنين منقلبين فيه مذ سفرهم مع سباسى فنزل بعض الأيام في منزلة على قليل من الماء وازدحم الناس على الورود واستأثر به أهل الدولة والحاشية فقاتلهم عليه الجمهور ووقعت في العساكر لذلك هيعة وخالفهم الدعرة إلى الخيام ينهبون ويتخطفون وكان داود وأحياؤه متابعا للعسكر على قرب يتخطف الناس من حولهم فشعر بتلك الهيعة فركب في قومه وصدم العساكر وهم في تلك الحال فولوا منهزمين والسلطان والوزير ثابتان في موقفهما يحرضان الناس على الثبات فلم يثبت أحد فانصرفا مع
(٣٨٣)