يديه وملك البلد ونهب الجند عامتها ثم نادوا بالأمان ورفع النهب واعتصم الخوارزميون بالجامع فأخرجهم أهل البلد إلى غياث الدين ثم سار إلى قهستان فذكر له عن قرية في نواحيها أن أهلها إسماعيلية فدخلها وقتل المقاتلة وسبى الذرية وخرب القرية ثم سار إلى مدينة أخرى ذكر له عنها مثل ذلك وأرسل صاحب قهستان إلى غياث الدين يستغيثون من شهاب الدين ويذكرونه العهد فأرسل غياث الدين إلى أخيه شهاب الدين بالرجوع عنهم طوعا أو كرها ووصل الرسول بذلك فامتنع فقطع طنب خيمته ورحل العسكر فرحل شهاب الدين كرها ورجع إلى غزنة * (فتح نهرواكد من الهند) * لما رجع شهاب الدين من خراسان غاضبا من فعل أخيه لم يعرج على غزنة ودخل بلاد الهند غازيا سنة ثمان وتسعين وبعث في مقدمته مملوكه قطب الدين أيبك ولقيه عساكر الهند دون نهرواكد فهزمهم ايبك واستباحهم وتقدم إلى نهرواكد فملكها عنوة وفارقها ملكها وجمع ورأى شهاب الدين انه لا يقوم بحمايتها الا مقامه فيها فصالح ملكها على مال يؤديه إليه عنها ورجع إلى غزنة * (إعادة علاء الدين محمد صاحب خوارزم ما أخذه الغورية من خراسان) * لما فصل الغورية عن خراسان وملكوا ما ملكوه منها وسار شهاب الدين إلى الهند غازيا بعث علاء الدين محمد صاحب خوارزم إلى غياث الدين يعاتبه على ما فعل في خراسان ويطلب إعادة بلده ويهدده باستدعاء عساكر الخطأ فصانعه في الخطأ حتى قدم شهاب الدين فطمع بالمصانعة وبعث إلى نائبهم بخراسان يأمره بالرحيل عن نيسابور ويتهدده فكتب إلى غياث الدين بذلك وبميل أهل نيسابور إلى عدوهم فوعده النصر وسار إليه علاء الدين صاحب خوارزم آخر سنة تسع وتسعين فلما انتهى إلى نساو أبيورد هرب هندو خان ابن أخيه ولحق بغياث الدين في فيروز كوه وملك علاء الدين مدينة مرو وسار إلى نيسابور وحاصرها شهرين فلما أبطأ عن نائبها المدد من غياث الدين استأمن الصاحب خوارزم وخرج إليه هو وأصحابه فأحسن إليهم وطلب علاء الدين أن يسعى في الصلح بينه وبين غياث الدين وأخيه فوعده بذلك وسار إلى هراة فأقام بها ولم يمض إلى غياث الدين سخطه لتأخر المدد عنه واختص صاحب خوارزم الحسن بن حرميل من أعيان الغورية واستحلفه أن يكون معه عند غياث الدين ثم سار إلى سرخس وبها الأمير زنكى فحاصره أربعين يوما وتعددت بينهما حروب ثم بعث ابنه زنكى بأن يتأخر عن البلد قليلا حتى يخرج هو وأصحابه فتأخر بأصحابه وخرج زنكى فشحن البلد بالأقوات والحطب وأخرج من ضاق به الحصار وتحصن فندم صاحب خوارزم على
(٤٠٥)