عنده فوافاهم المدد بسيراف وساروا إلى عمان فملكوها يوم الجمعة يوم عرفة من السنة وفتكوا فيها بالقتل وأحرقوا لهم تسعين مركبا وخطب لمعز الدولة وصارت من أعماله * (وفاة معز الدولة وولاية ابنه بختيار) * كان معز الدولة قد سار سنة خمس وخمسين إلى واسط لمحاربة عمران بن شاهين فطرقه المرض سنة ست وخمسين فسار إلى بغداد وخلف أصحابه بواسط على أن يعود إليهم فاشتد مرضه ببغداد وجدد العهد لابنه بختيار ثم مات منتصف ربع الاخر من السنة فقام ابنه عز الدولة بختيار مكانه وكتب إلى العساكر بمصالحة عمران بن شاهين ففعلوا وعادوا وكان فيما أوصى به معز الدولة ابنه بختيار طاعة عمه ركن الدولة والوقوف عند إشارته وابن عمه عضد الدولة لعلو سنة عليه وتقدمه في معرفة السياسة وأن يحفظ كاتبيه أبا الفضل العباس ابن الحسن وأبا الفرج بن العباس والحاجب سبكتكين فخالف جميع وصاياه وعكف على اللهو وعشرة النساء والمغنين والصفاعين فأوحش الكاتبين والحاجب فانقطع الحاجب عن حضور داره ثم طرد كبار الديلم عن مملكته طمعا في اقطاعاتهم فشغب عليه الصغار واقتدى بهم الأتراك في ذلك وطلبوا الزيادات وركب الديلم إلى الصحراء وطلبوا إعادة من أسقط من كبارهم ولم يجد بدا من اجازتهم لانحراف سبكتكين عنه فاضطربت أموره وكان الكاتب أبو الفرج العباس في عمان منذ ملكها فلما بلغه موت معز الدولة خشى أن ينفرد عنه صاحبه أبو الفضل العباس بن الحسين بالدولة فسلم عمان لعضد الدولة وبادر إلى بغداد فوجد أبا الفضل قد انفرد بالوزارة ولم يحصل على شئ * (مسير عساكر ابن سامان إلى الري ومهلك وشمكير) * كان أبو علي بن الياس قد سار من كرمان إلى بخارا مستنجدا بالأمير منصور بن نوح بن سامان فتلقاه بالتكرمة فأغراه ابن الياس بممالك بنى بويه وأشار له قواده في أمرهم فصدق ذلك عندما كان يذكر وشمكير عنهم وتقدم إلى وشمكير والحسن بن القيرزان بالمسير مع عساكره إلى الري ثم جهز العساكر مع صاحب خراسان أبى الحسن محمد بن إبراهيم بن سيجور الدواني وأمره بطاعة وشمكير وقبول إشارته فسار لذلك سنة ست وخمسين وأنزل ركن الدولة أهله بأصفهان وكتب إلى ابنه عضد الدولة بفارس والى ابن أخيه عز الدين بختيار ببغداد يستنجدهما فأنفذ عضد الدولة العساكر على طريق خراسان ليخالفهم إليها فأحجموا وتوقفوا وساروا إلى الدامغان وقصدهم ركن الدولة في عساكره من الري وبينما هم كذلك هلك وشمكير استعرض
(٤٤٤)