ست وعشرين واستخدموا لصاحب خوارزم وهو هارون بن التوتناش وغدر بهم فساروا عنه إلى مفازة نسا ثم قصدوا مرو وطلبوا الأمان من السلطان مسعود على أن يضمنهم أمان السابلة فقبض على الرسل ولم يجبهم على ما سألوا وبعث العساكر فأوقعوا بهم على نسا ثم طار شررهم في البلاد وعم ضررهم وسار السلطان ألب أرسلان إلى نيسابور ففارقها أبو سهل الحمدوني فيمن معه واستولى عليها داود وجاء أخوه طغرلبك على اثره ولقيهم رسل الخليفة إليهم والى العراقية الذين قتلهم بالري وهمذان يعنفهم وينهاهم عن الفساد ويطمعهم فتلقوا الرسل بالاعظام والتكرمة ثم امتدت عين داود إلى نهب نيسابور فمنعه طغرلبك وعرض له بشهر رمضان ووصية الخليفة فلج فقوى طغرلبك في المنع وقال والله لئن نهبت لأقتلن نفسي فكف داود عن ذلك وقسطوا على أهل نيسابور ثلاثين ألف دينار فرقوها في أصحابهم وجلس طغرلبك على سرير ملك مسعود بدار الملك وصار يقعد للمظالم يومين في الأسبوع على عادة ولاة خراسان وكانوا يخطبون للملك مسعود مغالطة وايهاما * (مسير السلطان مسعود من غزنة إلى خراسان واجلاء السلجوقية عنها) * ولما بلغ الخبر إلى السلطان مسعود باستيلاء صغرلبك والسلجوقية على نيسابور جمع عساكره من غزنة وسار إلى خراسان فنزل بلخ في صفر سنة ثلاثين وأصهر إلى بعض ملوك الخانية دفعا لشره واقطع خوارزم ولحق إسماعيل بطغرلبك ثم أراح السلطان مسعود وفرغ من خوارزم والخانية فبعث السلطان سباسى فسار إليهم في العساكر فلم يشف نفسه ونزل سرخس وعدلوا عن لقائه ودخلوا المفازة التي بين مرو وخوارزم واتبعهم السلطان مسعود وواقعهم في شعبان من هذه السنة فهزمهم فما بعدوا حتى عادوا في نواحيه فأوقع بهم أخرى وكان القتلى فيها منهم ألفا وخمسمائة وهربوا إلى المفازة وثار أهل نيسابور بمن عندهم وقتلوهم ولحق فلهم بأصحابهم في المفازة وعدل السلطان إلى هراة ليجهز العساكر ليطلبهم فبلغه الخبر بأن طغرلبك سار إلى استراباذ وأقام بها في فصل الشتاء يظن أن الثلج يمنعهم عنه فسار السلطان إليه هنالك ففارقها طغرلبك وعدل عن طوس إلى جبال الري الذي كان فيها طغرلبك وأصحابه وقد امتنعوا بحالهم خوفا من السلطان لما كان منهم من موالاة السلجوقية فأغذا لهم السير وصبحهم فتركوا أهلهم وأموالهم واعتصموا بوعر الجبل وغنمت عساكره جميع ما استولوا عليه ثم صعد إليهم بنفسه وعساكره وهلك كثير من العسكر بالثلج في شعاب الجبل ثم ظفروا بهم في قنة الجبل واستلحموهم وسار مسعود إلى نيسابور في جمادى سنة احدى وثلاثين ليريح ويخرج في فصل الربيع لطلبهم في المفاوز ثم عاد طغرلبك وأصحابه من المفازة وبعث إليهم
(٣٨٢)