البداوة فكانوا أصبر على الجوع والشظف فركب ركن الدولة واحتوى على ما خلفه عسكر خراسان * (وفاة ابن قراتكين ورجوع أبى علي بن محتاج إلى ولاية خراسان) * ثم توفى منصور بن قراتكين صاحب خراسان بالري بعد عوده من أصفهان في ربيع سنة أربعين وحملت جنازته إلى اسفيجاب فدفن بها عند والده فولى الأمير نوح على خراسان أبا علي بن محتاج وأعاده إلى نيسابور وقد كان منصور يستقيل من ولاية خراسان لما يلقى بها من جندها ويستعفى نوحا المرة بعد المرة وكان نوح يعد أبا على بعوده إلى ولايته فلما توفى منصور بعث إليه بالخلع واللواء وأمره بالمسير وأقطعه الري وأمره بالمسير إليها فسار عن الصغانيان في رمضان سنة أربعين واستخلف مكانه ابنه أبا منصور وانتهى إلى مرو فأقام إلى أن أصلح أمر خوارزم وكانت شاغرة ثم سار إلى نيسابور فأقام بها ولما كانت سنة ثنتين وأربعين كتب وشمكير إلى الأمير نوح يأمر أبا على ابن محتاج بالمسير معه في عساكر خراسان فساروا في ربيع من السنة وخام ركن الدولة عن لقائهم فامتنع بطزل وأقام عليه أبو على عدة شهور يقاتله حتى سئم العسكر وعجفت دوابهم فمال إلى الصلح وسعى بينهما فيه محمد بن عبد الرزاق المقدم ذكره فتصالحا على مائتي ألف دينار ضريبة يعطيها ركن الدولة في كل سنة ورجع أبو على إلى خراسان وكتب وشمكير إلى الأمير نوح بأن أبا على لم ينصح في الحرب وان بينه وبين ركن الدولة مداخلة وسار ركن الدولة بعد انصراف أبى على نحو وشمكير فانهزم إلى اسفراين واستولى ركن الدولة على طبرستان [عزل الأمير أبى على عن خراسان ومسيره إلى ركن الدولة وولاية بكر بن مالك مكانه] ولما تمكنت سعاية وشمكير من أبى على عند الأمير نوح كتب إليه بالعزل عن خراسان سنة ثنتين وأربعين وكتب إلى القواد بمثل ذلك واستعمل على الجيوش مكانه أبا سعيد بكر بن مالك الفرغاني وبعث أبو على يعتذر فلم يقبل وأرسل جماعة من أعيان نيسابور يسألون ابقاءه فلم يجيبوا فانتقض أبو على وخطب لنفسه بنيسار وكتب نوح إلى وشمكير والحسن بن القيرزان بأن يتفقا ويتعاضدا على أولياء ركن الدولة حيث كانوا ففعلا ذلك فارتاب أبو على بأمره ولم يمكنه العود إلى الصغانيان ولا المقام خراسان فصرف وجهه إلى ركن الدولة واستأذنه في المسير إليه فأذن وسار أبو على إلى الري سنة ثلاث وأربعين فأكرمه ركن الدولة وأنزله معه واستولى بكر على خراسان
(٣٤٩)