ملك الخطأ جيشا كثيفا مع مقدم عساكره وعبروا النهر إلى بلاد الغور وسار علاء الدين تكش إلى طوس لحصارها لان غياث الدين عاجز عن الحركة بعلة النقرس فعاثوا في بلاده ما شاء الله وحاصر الخطأ بهاء لدين فاشتدت الحرب وثبت المسلمون وجاء المدد من عند غياث الدين ثم حملوا جميعا على الخطأ فهزموهم إلى جيحون وألقى لكثير منهم أنفسهم في الماء فهلك منهم نحو اثنى عشر ألفا وعظم الامر على ملك الخطأ وبعث إلى علاء الدين تكش صاحب خوارزم يطوقه الذنب ويطالبه بدية القتلى من أصحابه والزمه الحضور عنده فبعث علاء الدين تكش يشكو ذلك إلى غياث الدين فرد جوابه باللوم على عصيان الخليفة ودعا ذلك علاء الدين إلى الفتنة مع الخطأ وانتزاعه بخارا من أيديهم كما يأتي في أخبارهم * (استيلاء الغورية على ملك خوارزم شاه بخراسان) * ثم توفى علاء الدين تكش صاحب خوارزم وكان قد ملك بعض خراسان وبلاد الري والبلاد الجبالية فولى بعده ابنه قطب الدين ولقب علاء الدين بلقب أبيه وولى علاء الدين أخاه على شاه خراسان وأقطعه نيسابور وكان هندو خان ابن أخيهما ملك شاه فخاف عمه فلحق بمرو وجمع الجموع وبعث إليه عمه محمد العسكر مع جنقر التركي فهرب هندو خان ولحق بغياث الدين مستنجدا به على عمه فأكرمه ووعده ودخل جنقر إلى مرو وحمل منها ولد خان وأمه مكرمين إلى خوارزم وأرسل غياث الدين إلى صاحب الطالقان محمد بن خربك بأن يتهدد جنقر فسار من الطالقان واستولى على مرو الروذ؟؟ وبعث إلى جنقر بأمره بالخطبة بمرو لغياث الدين أو يفارقها فأساء الجواب ظاهرا واستأمن إلى غياث الدين سرا ولما علم غياث الدين بذلك قوى طمعه في البلاد وكتب إلى أخيه شهاب الدين بالمسير إلى خراسان فسار من غزنة في عساكره في منتصف سنة ست وتسعين ولما انتهى إلى الطالقان استحثه جنقر صاحب مرو للبلد وأخبره بطاعته حتى إذا وصل إليه خرج في العساكر فقاتله وهزمه شهاب الدين وزحف بالفيلة إلى السور فاستأمن جنقر وخرج إليه وملك شهاب الدين مرو وبعث بالفتح إلى غياث الدين فجاء إلى مرو وبعث جنقر إلى هراة مكرما وسلم مرو إلى هندو خان بن ملك شاه المستنجد به وأوصاه بالاحسان إلى أهلها وسار إلى سرخس فحاصرها ثلاثا وملكها على الأمان وأرسل إلى على شاه نائب علاء الدين محمد بنيسابور وينذره الحرب ان امتنع من الطاعة فاستعد للحصار وخربوا العمائر بظاهرها وقطعوا الأشجار وحمل محمود بن غياث الدين فضايق البلد وملك جانبها ورفع راية أبيه على السور وحمل شهاب الدين من الناحية الأخرى فسقط السور بين
(٤٠٤)