الخلافة بنواحي بغداد من شرقها وشمالها وكانت الخلافة قد طرقها الاعلال وغلب عليها الموالى والصنائع وقد كان أبو بكر محمد بن رائق عاملا بواسط واضطرب حال الراضي ببغداد فاستقدمه وقلده امارة الجيوش ونعته أمير الأمراء وكان بنو البريدي في خوزستان والأهواز فغصوا به ووقعت الوحشة بينه وبينهم فبعث ابن رائق بدرا الخرشني ويحكم الذي نزع إليه أتراك مرداويچ فساروا في العسكر لقتال ابن البريدي واستولوا على الأهواز سنة خمس وعشرين ولحق ابن البريدي بعماد الدولة بن بويه لما ملك العراق وسهل عليه أمره وذلك عند رجوع أخيه معز الدولة من كرمان وامتناعها عليه كما ذكرناه فبعث معه العساكر * (استيلاء معز الدولة بن بويه على الأهواز) * لما لحق أبو عبد الله البريدي بعماد الدولة ناجيا من الأهواز مستنجدا له بعث أخاه معز الدولة في العساكر بعد أن أخذ منه ابنيه أبا الحسن محمدا وأبا جعفر الفياض رهنا وسار معز الدولة سنة ست وعشرين فانتهى إلى أرجان ويحكم جاء للقائهم وانهزم أمامهم إلى الأهواز فأقام بها وأنزل بها بعض عسكره في عسكر مكرم فقاتلوا معز الدولة ثلاثة عشر يوما ثم انهزموا إلى تستر فرحل معز الدولة إلى عسكر مكرم وأنفذ ابن البريدي خليفته إلى الأهواز ثم بعث إلى معز الدولة بأن ينتقل إلى السوس ويبعد عنه فيؤمن له الأهواز فعذله وزيره أبو جعفر الصيمري وغيره من أصحابه وأروه أن البريدي يخادعه فامتنع معز الدولة من ذلك وبلغ اختلافهم إلى يحكم فبعث عسكرا من قبله فاستولى على الناس وجند نيسابور وبقية الأهواز بيد ابن البريدي وعسكر مكرم بيد معز الدولة وضاق حال جنده وتحدثوا في الرجوع إلى فارس فواعدهم لشهر وكتب إلى أخيه عماد الدولة بالخبر فبعث إليه مددا من العسكر فعادوا واستولوا على الأهواز وسار يحكم من واسط فاستولى على بغداد وقلده الراضي امارة الأمراء وهرب ابن رائق فاختفى ببغداد [انتزاع وشمكير أصفهان من يد ركن الدولة ومسيره إلى واسط ثم استرجاعه أصفهان] قد ذكرنا أن وشمكير المستولي بعد أخيه مرداويچ على الري كان عماد الدولة استولى على أصفهان ودفعها إلى أخيه ركن الدولة فبعث إليها وشمكير سنة سبع وعشرين جيشا كثيفا من الري فملكوها من يده وخطبوا فيها لوشمكير ثم سار وشمكير إلى قلعة الموت فملكها ورجع فلحق ركن الدولة بإصطخر وجاءه هنالك رسول أخيه معز الدولة
(٤٣٢)