وأربعين لتسع عشرة سنة ونصف من خلافته وعن أبي العالية يقال بلغ عمر مسبعا وسبعين سنة ولم يزل في خلافته محجور الوزارة ولما مات ولى بعده ابنه أبو منصور إسماعيل بعهده إليه بذلك ولقب الظافر بأمر الله * (وزارة ابن مضيال ثم ابن السلار) * كان الحافظ لما عهد لابنه الظافر أوصاه بوزارة ابن مضيال فاستوزره أربعين يوما وكان علي بن السلار واليا على الإسكندرية ومعه بلارة بنت عمه القاسم وابنه منها عباس وتزوجت بعده بابن السلار وشب عباس وتقدم عند الحافظ حتى ولى الغربية فلم يرض ابن السلار وزارة ابن مضيال واتفق مع عباس على عزله وبلغ الخبر إلى ابن مضيال فشكا إلى الظافر فلم يشكه فقال ذوو الحروب ليس هنا من يقاتل ابن السلار فغضب الظافر ودس عليه من بني على مصلحيه فخرج إلى الصعيد وقدم ابن السلار إلى القاهرة فاستوزره الظافر وهو منكر له ولقبه العادل وبعث العساكر مع العباس ربيبه في اتباع ابن مضيال فخرج في مطلبه وكان جماعة من لواتة السودان فتحصنوا من عباس في جامع دولام فأحرقه عليهم وقتل ابن مضيال وجا برأسه وقام ابن سلار بالدولة وحفظ النواميس وشد من مذاهبه أهله وكان الخليفة مستوحشا منه منكرا له وهو مبالغ في النصيحة والخدمة واستخدم الرجلة لحراسته فارتاب له صبيان الخاص من حاشية الخليفة فاعتزموا على قتله ونعى ذلك إليه فقبض على رؤسهم فحبسهم وقتل جماعة منهم وافترقوا ولم يقدر الظافر على انكار ذلك واحتفل ابن السلار بأمر عسقلان ومنعها من الفرنج وبعث إليها بالمدد كل حين من الأقوات والأسلحة فلم يغن ذلك عنها وملكها الفرنج وكان لذلك من الوهن على الدولة ما تحدث به الناس ولما قتل العادل بن السلار صبيان الخاص تأكد نكر الخليفة له واشتد قلقه وكان عباس بن أبي الفتوح صديقا ملاطفا له فكان يسكنه ويهديه وكان لعباس ولد اسمه مصر استخصه الظافر واستدناه ويقال كان يهواه ففاوض العادل عباسا في شأن ابنه عن مخالفته ابنه للظافر فلم ينته ابنه فنهى العادل جدته أن يدخل إلى بيته فشق ذلك على نصير وعلى أبيه وتنكر للعادل وزحف الفرنج إلى عسقلان فجهز العادل الجيوش ولعساكر إليها مددا مع ما كان يدها به وبعثهم مع عباس بن أبي الفتوح فارتاب لذلك وفوض الظافر في قتل العادل وحضر معهم مؤيد الدولة الأمير أسامة بن منقذ أحد أمراء سيرر وكان؟؟ عند الظافر وصديقا لعباس فاستصوب ذلك وحث عليه وخرج عباس بالعساكر إلى بلبيس وأوصى ابنه نصير بقتله فجاء في جماعة إلى بت جدته والعادل نائم فدخل إليه وضربه فلم يجهز عليه وخرج إلى أصحابه ثم دخلوا
(٧٤)