عشرة من الولد كبيرهم سابور وولى أخوه الأكبر أحمد بن الحسن واختلف بعض العقدانية عليه ومالوا إلى ولاية سابور بن أبي طاهر وكاتبوا القائم في ذلك فجاء جوابه بولاية الأخ أحمد وأن يكون الولد سابور ولى عهده فاستقر أحمد في الولاية عليهم وكنوه أبا منصور وهو الذي رد الحجر الأسود إلى مكانه كما قلناه ثم قبض سابور على عمه أبى منصور فاعتقله بموافقة اخوته له على ذلك وذلك سنة ثمان وخمسين ثم ثار بهم أخوه فأخرجه من الاعتقال وقتل سابور ونفى اخوته وأشياعهم إلى جزيرة أوال ثم هلك أبو منصور سنة تسع وخمسين يقال مسموما على يد شيعة سابور وولى ابنه أبو على الحسن ابن أحمد ويلقب الأعصم وقيل الأغنم فطالت مدته وعظمت وقائعه ونفى جمع كثيرا من ولد أبى طاهر يقال اجتمع منهم بجزيرة أوال نحو من ثلثمائة وحج هذا الأعصم بنفسه ولم يتعرض للحاج ولا أنكر الخطبة للمطيع * (فتنة القرامطة مع المعز العلوي) * ولما استولى جوهر قائد المعز لدين الله على مصر وجعفر بن فلاح الكتامي على دمشق طالب الحسن بالضريبة التي كانت له على دمشق فمنعوه ونابذوه وكتب له المعز وأغلظ عليه ودس لشيعة أبى طاهر وبنيه ان الامر لولده وأطلع الحسن على ذلك فخلع المعز سنة ثنتين وخطب للمطيع العباسي في منابره ولبس السواد ثم زحف إلى دمشق وخرج جعفر بن فلاح لحربه فهزم الأعصم وقتله وملك دمشق وسار إلى مصر فحاصر جوهرا بها وضيق عليه ثم غدر به العرب وأجفلوا فأجفل معهم وعاد إلى الشأم ونزل الرملة وكتب إليه المعز سنة احدى وستين بالنفي والتوبيخ وعزله عن القرامطة وولى بنى أبى طاهر فخرجوا من أوال ونهبوا الأحساء في غيبته وكتب إليهم الطائع العباسي بالتزام الطاعة وأن يصالحوا ابن عمهم ويقيموا بجزيرة أوال وبعث من أحكم بينهم الصلح ثم سار الأعصم إلى الشأم وتخطاها دون صور فقاتلوه وراء الخنادق وبذل جوهر المال للعرب فافترقوا عنه وانهزم ونهب معسكره وجاء المعز من إفريقية ودخل القاهرة سنة ثلاث وستين وسرح العساكر إلى الشأم فاستولوا عليه فنهض الأعصم إليهم فأوقع بهم وأثخن فيهم وانتزع ما ملكوه من الشأم وسار إلى مصر وبعث المعز لدين الله ابنه عبد الله فلقيهم على بلبيس وانهزم الأعصم وفشا القتل والأسر في أصحابه فكانوا نحوا من ثلاثة آلاف ورجع الأعصم إلى الأحساء واستخلص المعز بنى الجراح أمراء الشأم من طيئ حتى استرجع بهم ما غلب عليه القرامطة من الشأم بعد حروب وحصار ثم مات المعز سنة خمس وستين وطمع الأعصم في بلاد الشأم وكان أفتكين التركي مولى معز الدولة بن بويه لما انتقض على أبيه بختيار وهزمه ببغداد سار
(٩٠)