ثغابة ونمى إلى فخر الدولة انه يتجسس عدد الجند وغوامض الطرق فبعث إلى سبكتكين بالعتاب في ذلك ثم ضعف الحال بينهما واتصل ما بين فخر الدولة والأمير نوح على يد سبكتكين * (وفاة سبكتكين وولاية ابنه إسماعيل) * ولما فرغ سبكتكين من أمر ايلك خان ورجع إلى بلخ وأقام بها قليلا طرقه المرض فبادر به إلى غزنة وهلك في طريقه في شعبان سنة سبع وثمانين لعشرين سنة من ملكه في غزنة وخراسان ودفن بغزنة وكان عاد لا خيرا حسن العهد محافظا على الوفاء كثير الجهاد ولما هلك بايع الجند لابنه إسماعيل بعهده إليه وكان أصغر من محمود فأفاض فيهم العطاء وانعقد أمره بغزنة * (استيلاء محمود بن سبكتكين على ملك أبيه وظفره بأخيه إسماعيل) * ولما ولى إسماعيل بغزنة استضعفه الجند واستولوا عليه واشتطوا عليه في العلب حتى أنفذ خزائن أبيه وكان أخوه محمود بنيسابور فبعث إليه أن يكتب له بالاعمال التي لنظره مثل بلخ فأبى وسعى أبو الحرب والى الجوزجان في الاصلاح بينهما فامتنع إسماعيل فسار محمود إلى هراة معتزما عليه وتحيز معه عمه بغراجق ثم سار إلى بست وبها أخوه نصر فاستماله وساروا جميعا إلى غزنة وقد كتب إليه الأمراء الذين مع إسماعيل واستدعوه ووعدوه بالطاعة وأغذ السير ولقيه إسماعيل بظاهر غزنة فاقتتلوا قتالا شديدا وانهزم إسماعيل واعتصم بقلعة غزنة واستولى محمود على الملك وحاصر أخاه إسماعيل حتى استنزله على الأمان فأكرمه وأشركه في سلطانه وذلك لسبعة أشهر من ولاية إسماعيل واستقامت الممالك لمحمود ولقب بالسلطان ولم يلقب به أحد قبله ثم سار إلى بلخ * (استيلاء محمود على خراسان) * لما ولى أبو الحرث منصور بعد نوح استوزر محمد بن إبراهيم وفوض أمره إلى فائق كفالة وتدبيرا لصغره وكان عبد الله بن عزيز قد هرب من بخارا عند قدوم محمد إليها في استحثاث الأمير نوح للقاء ايلك خان كما مر فلما مات الأمير نوح وولى ابنه منصور أطمع عزيز أبا منصور محمد بن الحسين الاسبيجابى في قيادة الجيش بخراسان وحمله على الانحدار به إلى بخارا مستغيثا بايلك خان على غرضه فنهض ايلك خان لمصاحبتهما وسار بهما كائنه يريد سمرقند ثم قبض على أبي منصور وابن عزيز وأحضر فائقا وأمره بالمسير على مقدمته إلى بخارا فهرب أبو الحرث وملك فائق بخارا ورجع ايلك خان واستدعى فائق أبا الحرث فاطمأن وبعث من مكانه بكثر زون الحاجب الأكبر على
(٣٦٣)