نائبه بأنطاكية أن يسير إليهم فسار في خمسين ألفا ونزل جسر الحديد على وادى العاصي فنفر إليه منجوتكين في عساكر المسلمين وهزم الروم إلى أنطاكية واتبعهم فنهب بلادها وقراها وأحرقها ونزل أبو الفضائل ولؤلؤ من القلعة إلى مدينة حلب فنقل ما فيها من الغلال وأحرق الباقي وعاد منجوتكين إلى حصارهم بحلب وبعث لؤلؤ إلى أبي الحسن المغربي في الوساطة لهم في الصلح فصالحهم منجوتكين ورحل إلى دمشق حجرا من الحرب وتعذر الأقوات ولم يراجع العزيز في ذلك فغضب العزيز وكتب إليه يوبخه ويأمره بالعود لحصار حلب فعاد وأقام عليها ثلاثة عشر شهرا فبعث أبو الفضائل ولؤلؤ مراسلة لملك الروم وحرضوه على أنطاكية وكان قد توسط بلاد البلغار فرجع عنها وأجفل في الحشد ورجع إلى حلب وبلغ الخبر إلى منجوتكين فأجفل عنها بعد أن أحرق خيامه وهدم مبانيه وجاء ملك الروم وخرج إليه أبو الفضائل ولؤلؤ فشكرا له ورجعا ورحل ملك الروم إلى الشأم ففتح حمص وشيزر ونهبهما وحاصر طرابلس فامتنعت عليه فأقام بها أربعين ليلة ثم رحل عائدا إلى بلده * (انقراض بنى حمدان بحلب واستيلاء بنى كلاب عليها) * ثم إن أبا نصر لؤلؤ مولى سيف الدولة عزل أبا الفضائل مولاه بحلب وأخذ البلد منه ومحا دعوة العباسية وخطب للحاكم العلوي بمصر ولقبه مرتضى الدولة ثم فسد حاله معه فطمع فيه بنو كلاب بن ربيعة وأميرهم يومئذ صالح بن مرداس وتقبض لؤلؤ على جماعة منهم دخلوا إلى حلب كان فيهم صالح فاعتقله مدة وضيق عليه ثم فر من محبسه ونجا إلى أهله وزحف إلى حلب ولؤلؤ وكانت بينه وبينهم حروب هزمه صالح آخرها وأسره سنة ستين وأربعمائة وخلص أخوه نجا إلى حلب فحفظها وبعث إلى صالح في فدية أخيه وشرط له ما شاء فأطلقه ورجع إلى حلب واتهم مولاه فتحا وكان نائبه على القلعة بالمداخلة في هزيمته فأجمع نكبته ونمى إليه الخبر فكاتب الحاكم العلوي وأظهر دعوته وانتقض على لؤلؤ فأقطعه الحاكم صيدا وبيروت ولحق لؤلؤ بالروم في أنطاكية فأقام عندهم ولحق فتح بصيدا واستعمل الحاكم على حلب من قبله وانقرض أمر بنى حمدان من الشأم والجزيرة أجمع وبقيت حلب في ملك العبيديين ثم غلب عليها صالح بن مرادس الكلابي وكانت بها دولة له ولقومه وورثها عنه بنوه كما يذكر في أخبارهم [الخبر عن دولة بنى عقيل بالموصل وابتداء أمرهم بأبي الدرداء وتصاريف أحوالهم] كان بنو عقيل وبنو كاذب وبنو نمير وبنو خفاجة وكلهم من عامر بن صعصعة وبنو طيئ
(٢٥٤)