الدولة النقيب أبا احمد الموسوي إلى سلامة البرقعيدي وتسلمها بعد حروب وأخذ لنفسه منها الرقة ورد باقيها على سعد الدولة فصارت له ثم استولى عضد الدولة على الرحبة وتفرغ بعد ذلك لفتح قلاعه وحصونه واستولى على جميع أعماله واستخلف أبا الوفاء على الموصل ورجع إلى بغداد في ذي القعدة سنة ثمان وستين ثم بعث عضد الدولة جيشا إلى الأكراد الهكارية من أعمال الموصل فحاصروهم حتى استقاموا وسلموا قلاعهم ونزلوا إلى الموصل فحال الثلج بينهم وبين بلادهم فقتلهم قائدا الجيش وصلبهم على جانبي طريق الموصل * (مقتل أبى ثعلب بن حمدان) * ولما أيس أبو ثعلب بن حمدان من اصلاح عضد الدولة والرجوع إلى ملكه بالموصل سار إلى الشأم وكان على دمشق قسام داعية العزيز العلوي غلب عليها بعد أفتكين وقد تقدم ذلك وكيف ولى أفتكين على دمشق فخاف قسام من أبى ثعلب ومنعه من دخول البلد فأقام بظاهرها وكاتب العزيز وجاء الخبر بأنه يستقدمه فرحل إلى طبرية بعد مناوشة حرب بينه وبين قسام وجاء فل يد العزيز لحصار قسام بدمشق ومر بأبي ثعلب ووعده عن العزيز بكل جميل ثم حدثت الفتنة بين دغفل وقسام وأخرجهم وانتصروا بأبي ثعلب فنزل بجوارهم مخافة دغفل والقائد الذي يحاصر دمشق ثم ثار أبو ثعلب في بني عقيل إلى الرملة في محرم سنة تسع وتسعين فاستراب به الفضل ودغفل وجمعوا لحربه ففر بنو عقيل عنه وبقي في سبعمائة من غلمانه وغلمان أبيه وولى منهزما فلحقه الطلب فوقف يقاتل فضرب وأسر وحمل إلى دغفل وأراد الفضل حمله إلى العزيز فخاف دغفل أن يصطنعه كما فعل بأفتكين فقتله وبعث الفضل بالرأس إلى مصر وحمل بنو عقيل أخته جميلة وزوجته بنت سيف الدولة إلى أبي المعالي بحلب فبعث بجميلة إلى الموصل وبعث بها أبو الوفاء إلى عضد الدولة ببغداد فاعتقلها * (وصول ورد المنازع لملك الروم إلى ديار بكر مستجيرا) * كان ملك الروم أرمانوس لما توفى خلف ولدين صغيرين وهما بسيل وقسطنطين ونصب أحدهما للملك وعاد حينئذ الدمشق يعفور من بلاد الاسلام بعد أن عاث في نواحيها وبالغ في النكاية فاجتمع إليه الروم ونصبوه للنيابة عن ابني أرمانوس فداخلت أمهما ابن الشميشق على الدمشقية وقبض على لاوون أخي دمشق وعلى ابنه ورديس ابن لاوون واعتقلهما في بعض القلاع وسار إلى بلاد الشأم وأعظم فيها النكاية ومر بطرابلس فحاصرها وكان لوالده الملك أخ خصى وهو يومئذ وزير فوضع على
(٢٤٩)