الموصل فامتنعت عليه ورجع إلى مدينة بلد وقتل بها محمد بن مسلم غريقا وعاد إلى حصار الموصل واستنجد علي بن مسلم بالأمير جكرمس صاحب جزيرة ابن عمر فسار إليه منجدا له وبعث كربوقا إليه عسكرا مع أخيه التوتناش فرده مهزوما إلى الجزيرة فتمسك بطاعة كربوقا وجاء مددا له على حصار الموصل واشتد الحصار بعلى بن مسلم فخرج من الموصل ولحق بصدقة بن مزيد بالحلة وملك كربوقا بلد الموصل بعد حصار تسعة أشهر وانقرض ملك بنى المسيب من الموصل وأعمالها واستولى عليها ملوك الغز من السلجوقية أمراؤهم والبقاء لله وحده * (الخبر عن دولة بنى صالح بن مرداس بحلب وابتداء أمرهم وتصاريف أحوالهم) * كان ابتداء أمر صالح بن مرداس ملك الرحبة وهو من بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ومجالاتهم بضواحي حلب وقال ابن حزم انه من ولد عمرو بن كلاب وكانت مدينة الرحبة لابي علي بن ثمال الخفاجي فقتله عيسى بن خلاط العقيلي وملكها من يده وبقيت له مدة ثم أخذها منه بدران بن المقلد وزحف لؤلؤ الساري نائب الحاكم بدمشق فملك الرقة ثم الرحبة من يد بدران وعاد إلى دمشق وكان رئيس الرحبة ابن مجلكان فاستبد بها وبعث إلى صالح بن مرادس يستعين بن علي أمره فأقام عنده مدة ثم فسد ما بينهما وقاتله صالح ثم اصطلحا وزوجه ابن مجلكان ابنته ودخل البلد ثم انتقل ابن مجلكان إلى عانة باهله وماله بعد أن أطاعوه وأخذ رهنهم ثم نقضوا وأخذوا ماله وسار إليهم ابن مجلكان مع صالح فوضع عليه صالح من قتله وسار إلى الرحبة فملكها واستولى على أموال ابن مجلكان وأقام دعوة العلويين بمصر * (ابتداء أمر صالح في ملك حلب) * قد قدمنا أن لؤلؤا مولى أبى المعالي بن سيف الدولة استبد بحلب على ابنه أبى الفضائل وأخذ البلد منه ومحا دعوة العباسية وخطب للحاكم العلوي بمصر ثم فسد حاله معه وطمع صالح بن مرادس في ملك حلب وذكرنا هنالك ما كان بين صالح ولؤلؤ من الحروب وأنه كان له مولى اسمه فتح وضعه في قلعة حلب حافظا لها فاستوحش وانتقض على لؤلؤ بممالاة صالح بن مرداس وبايع للحاكم على أن أقطعه صيد أو بيروت وسوغه ما كان في حلب من الأموال ولحق لؤلؤ بأنطاكية وأقام عند الروم وخرج فتح بحرم لؤلؤ وأمه وتركهن في منيح وترك حلب وقلعتها إلى نواب الحاكم وتداولت في أيديهم حتى وليها بعض بنى حمدان من قبل الحاكم يعرف بعزيز الملك اصطنعه الحاكم وولاه حلب ثم عصى على ابنه الظاهر وكانت عمته بنت الملك مدبرة لدولته فوضعت على عزيز الملك
(٢٧١)