الانفراد بالوزارة فأعفي واستوزر بهاء الدولة أبا القاسم علي بن أحمد ثم عجز وهرب وعاد أبو نصر سابور إلى الوزارة بعد أن أصلح الديلم ثم بعث بهاء الدولة طغان التركي إلى الأهواز في سبعمائة من المقاتلة فملكوا السوس ورحل أصحاب صمصام الدولة عن الأهواز وانتشرت عساكر طغان في أعمال خوزستان وكان أكثرهم من الترك فغص الديلم بهم الذين في عسكر طغان فضل الدليل وأصبح على بعد منهم ورآهم الأتراك فركبوا إليهم وأكمن الوفا واستأمن كثير منهم وأمنهم طغان حتى نزلوا بأمر الأتراك فقتلوهم كلهم وانتهى الخبر إلى بهاء الدولة بواسط وسار إلى الأهواز وسار صمصام الدولة إلى شيراز وذلك سنة أربع وثمانين وأمر صمصام الدولة بقتل الأتراك في جميع بلاد فارس سنة خمس وثمانين فقتل منهم جماعة وهرب الباقون فعاثوا في البلاد ولحقوا بكرمان ثم ببلاد السند حتى توسطهم الأتراك فأطبقوا عليهم واستلحموهم * (استيلاء صمصام الدولة على الأهواز ثم على البصرة) * ثم بعث صمصام الدولة عساكره الديلم سنة خمس وثمانين إلى الأهواز وكان نائب بهاء الدولة قد توفى وعزم الأتراك على العود إلى بغداد فبعث بهاء الدولة مكانه أبا كاليجار المرزبان بن سفهيعون وأنفذ أبا محمد الحسن بن مكرم إلى رام هرمز مددا لنائبها لفتكين وقد انهزم إليها أمام عسكر صمصام الدولة فترك أبا محمد بن مكرم بها ومضى إلى الأهواز وسار إلى خوزستان فكاتبه العلاء بن الحسن يخادعه ثم سار إلى رامهرمز وحارب ابن مكرم ولفتكين وبعث بهاء الدولة ثمانين من الأتراك يأتون من خلف الديلم فشعروا بهم وقتلوهم أجمعين وخام بهاء الدولة عن اللقاء فرجع إلى الأهواز ثم سار إلى البصرة ونزل بها وانتهى خبره إلى ابن مكرم فعاد إلى عسكر مكرم واتبعه العلاء والديلم فأجلوه عنها إلى قرب تستر وتكررت الوقائع بين الفريقين فكان بيد الأتراك من تستر إلى رامهرمز وبيد الديلم من رامهرمز ورجع الأتراك واتبعهم العلاء فوجدهم قد سلكوا طريق واسط فرجع عنهم وأقام بعسكر مكرم ورجع بهاء الدولة إلى بغداد وكان مع العلاء قائد من قواد الديلم اسمه شكر استان فاستأمن إليه من الديلم الذين مع بهاء الدولة نحو من أربعمائة رجل فاستكثر بهم وسار إلى البصرة وحاصرها ومال إليهم أبو الحسن بن جعفر العلوي من أهل البصرة وكانوا يحملون الميرة وعلم بهاء الدولة فانفذ من يقبض عليهم فهربوا إلى ذلك القائد وقوى بهم وجمعوا له السفن فركبها إلى البصرة وقاتل أصحاب بهاء الدولة وهزمهم وملك البصرة واستباحها وكتب بهاء الدولة إلى مهذب الدولة صاحب البطيحة بأن يرتجعها من يد الديلم ويتولاها فأمده عبد الله بن مرزوق وأجلى الديلم عنها ثم رجع للقاء شكر استان وهجم عليها في السفن
(٤٦٥)