الساج متوحشين من المعتضد ومعاملته لهما والتقى العسكران على الماء الذي عليه الطواحين بالرملة فولى خمارويه منهزما مع عصابة معه ليس لهم دربة بالحرب ومضى إلى مصر بعد أن أكمن مولاه سعد الآيس في عسكر وجاء المعتضد فملك خيام خمارويه وسواده وهو يظن الظفر فخرج سعد الآيس من كمينه وقصد الخيام وظن المعتضد أن خمارويه قد رجع فركب وانهزم لا يلوى على شئ وجاء إلى دمشق فمنعوه الدخول فمضى إلى طرسوس ولما افتقد سعد الآيس خمارويه نصب أخاه أبا العشائر لقيادة العساكر ووضع العطاء ووصلت البشائر إلى مصر فسر خمارويه بالظفر وخجل من الهزيمة وأكثر الصدقة وأكرم الأسرى وأطلقهم وسارت عساكره إلى الشام فارتجعوه كله من أصحابه فأخرجوهم ولحقوا بالعراق وغزا بالصائفة هذه السنة مازيار صاحب الثغر وغنم وعاد ثم غزا كذلك سنة ثلاث وسبعين * (فتنة ابن كندج وابن أبي الساج والخطبة لابن طولون بالجزيرة) * كان ابن أبي الساج عاملا على قنسرين واسحق على الجزيرة والموصل فتنافسوا في الاعمال واستظهر ابن أبي الساج بخمارويه وخطب له بأعماله وبعث ابنه رهينة إليه فسار في عساكره بعد أن بعث إليه الأموال وانتهى إلى السن وعبر ابن أبي الساج الفرات ولقى إسحاق بن كنداج على الرقة فهزمه وجاز خمارويه من بعده فعبر الفرات إلى الرافقية ونجا اسحق إلى ماردين وحصره ابن أبي الساج ثم خرج وسار إلى الموصل فصده ابن أبي الساج عنها وهزمه فعاد إلى ماردين واستولى ابن أبي الساج على الجزيرة والموصل وخطب في أعمالها لخمارويه ثم لنفسه بعده وبعث العساكر مع غلامه فتح لجباية نواحي الموصل فأوقع بالشراة اليعقوبية ومكر بهم وعلم أصحابهم بما فعل معهم فجاؤوا إليه وهزموه واستلحموا أصحابه ونجا ابن أبي الساج في فل قليل ثم انتقض ابن أبي الساج على خمارويه سنة خمس وسبعين وذلك أن إسحاق بن كنداج سار إلى خمارويه بمصر وصار في جملته فانتقض ابن أبي الساج وسار خمارويه إليه فلقيه على دمشق في المحرم فانهزم ابن أبي الساج واستبيح معسكره وكان وضع بحمص خزائنه فبعث خمارويه عسكرا إلى حمص فمنعوه من دخولها واستولوا على خزائنه ومضى ابن أبي الساج إلى حلب ثم إلى الرقة وخمارويه في اتباعه ثم فارق رقة إلى الموصل وعبر خمارويه الفرات واحتل بمدينة بلد وأقام بها وسار ابن أبي الساج إلى الحديثة وبعث خمارويه عساكره وقواده مع إسحاق بن كنداج في طلب ابن أبي الساج فعبر دجلة وأقام بتكريت واسحق في عشرين ألفا وابن أبي الساج في ألفين وأقاموا يترامون في العدوتين ثم جمع ابن كنداج السفن ليمد الجسر للعبور فخالفهم ابن أبي الساج إلى
(٣٠٦)