سنة أربعين وملك أخوه عبد الله جناح الدولة إلى أن خلعه المرابطون سنة خمس وثمانين ولنرجع إلى ذكر بقية الملوك الأكابر من الطوائف والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب * (أخبار ابن جهور) * كان رئيس الجماعة أيام الفتنة بقرطبة أبو الحزم جهور بن محمد بن جهور بن عبد الله ابن محمد بن المعمر بن يحيى ابن أبي المغافر بن أبي عبيدة الكلبي هكذا نسبه ابن شكوال وأبو عبيدة هو الداخل إلى الأندلس وكانت لهم وزارة الدولة العامرية بقرطبة واستبد جهور هذا سنة ثنتين وعشرين وأربعمائة لما خلع الجند المعتز آخر خلفاء بنى أمية ولم يدخل في أمور الفتنة فاستولى على المملكة ورتب الأمور ولم يتحول عن داره إلى قصر الخلافة وكان على سنن أهل الفضل يعود المرضى ويشهد الجنائز ويؤذن عند مسجدهم بالربض الشرقي ويصلى التراويح ولا يحتجب عن الناس فأسندوا أمرهم إليه إلى أن يوجد خليفة إلى أن خاطبهم محمد بن إسماعيل بن عباد يعرفهم أن هشاما المؤيد عنده بإشبيلية وأكثر في ذلك فخطب له بقرطبة بعد مراوضات ثم أتى به إلى قرطبة فمنعوه الدخول وأضربوا عن ذكره في الخطبة وانفرد ابن جهور بأمرهم إلى أن هلك في محرم سنة خمس وثلاثين ودفن بداره وولى ابنه أبو الوليد محمد بن جهور باتفاق من الكافة فجرى على سنن أبيه وكان قد قرأ على مكي بن أبي طالب المكي وغيره فكان مكرما لأهله واستورز ثقته إبراهيم بن يحيى فكفاه وهلك كما هو معروف ففوض التدبير إلى ابنه عبد الملك فأساء السيرة وتكره إلى الناس وحاصره ابن ذي النون بقرطبة فاستغاث بمحمد بن عباد فأمده بالجيش ووصى عسكره بذلك فداخلوا أهل قرطبة وخلعوه سنة احدى وستين وأخرجوه عن قرطبة واعتقل بشلطليش إلى أن هلك سنة ثنتين وسبعين وولى ابن عباد على قرطبة ابنه سراج الدولة وقدمها من بلنسية ودخلها إلى أن قتل بها مسموما وحمل إلى طليطلة فدفن بها وزحف المعتمد بن عباد بعده مهلكه إلى قرطبة فملكها سنة تسع وستين وقتل ابن عكاشة واستخلف ابنه المأمون الفتح بن محمد وصار غرب الأندلس كله في ملكه إلى أن دخل المرابطون الأندلس وغلبوا عليهم سنة أربع وثمانين فقتل الفتح وحمل أباه المعتمد إلى اغمات كما ذكرناه ونذكره والله وارث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين * (أخبار ابن الأفطس صاحب بطليوس من غرب الأندلس ومصاير أمره) *
(١٥٩)