ببغداد فانتزع السلطان البطيحة من يد دبيس وأقطعها إلى سحان الخادم مولاه فولى عليها نصر بن النفيس بن مهذب الدولة أحمد بن محمد بن أبي الخير وأمر السلطان محمود البرسقي بالمسير لقتال دبيس فاحتشد وسار لذلك ومعه نصر بن النفيس صاحب البطيحة وابن عمه المظفر بن حماد بن إسماعيل بن أبي الخير وبينهما من العداوة المتوارثة ما كان بين سلفهما والتقى البرسقي ودبيس وهزمه دبيس وجاءت العساكر منهزمة وبقي نصر بن النفيس وابن عمه حماد عند ساباط نهر فقتله ولحق بالبطيحة فملكها وبعث إلى دبيس بطاعته وبعث دبيس إلى الخليفة بصانعه بالطاعة على البعد وبلغ الخبر إلى السلطان محمود فقبض على منصور بن صدقة أخي دبيس وولده فكحلهما فاستشاط دبيس وساء أثره في البلاد وبعث إلى أحيائه بواسط فمنعهم الأتراك الذين بها فبعث مهلهل بن أبي العسكر مقدم عساكره في جيش وكتب إلى المظفر بن حماد صاحب البطيحة بمعاضدته على قتال واسط فتجهز وأصعد وعاجل مهلهل الحرب قبل وصوله فهزمه أهل واسط وغنموا ما معه وكان في حملتها بخط دبيس وصار معهم وساءت آثار دبيس في البلاد ولم يزل حال البطيحة على ذلك ثم صار أمرها لبنى معروف وأجلاهم الخلفاء عنها * (اجلاء بنى معروف من البطيحة) * كان بنو معروف هؤلاء أمراء بالبطيحة في آخر المائة السادسة ولا أدرى ممن هم فلما استجمع للخلفاء أمرهم وخرجوا عن استبداد ملوك السلجوقية واقتطعوا الاعمال من أيديهم شيئا فشيئا فصار لهم الحلة والكوفة وواسط والبصرة وتكريت وهنت والأنبار والحديثة وجاءت دولة الناصر وبنو معروف على البطيحة وكبيرهم معلى قال ابن الأثير وهم قوم من ربيعة كانت غربي الفرات تحت سورا وما يتصل بها من البطائح وكثرت إذا يأتهم وافسادهم في النواحي وبلغت الشكوى بهم إلى الديوان فأمر الخليفة الناصر مغذا الشريف متولى بلاده واسط أن يسير إلى قتالهم فاستعد لذلك وجمع من سائر تلك الأعمال فسار إليهم سنة ست عشرة بالعير من بلاد البطيحة وفشا القتل بينهم ثم انهزم بنو معروف وتفرقوا بين القتل والأسر والغرق واستبيحت أموالهم وانتظمت البطيحة في أعمال الناصر ولم يبق بها ملك ولا دولة [الخبر عن دولة بنى حسنويه من الأكراد القائمين بالدعوة العباسية بالدينور والصامغان ومبدأ أمورهم وتصاريف أحوالهم] كان حسنويه بن الحسين الكردي من طائفة الأكراد يعرفون بالريز نكاس وعشيرة منهم يسمون الدويلتية وكان مالكا قلعة سرباج وأميرا على البررفكان وورث الملك عن خاليه ونداد وغانم ابني أحمد بن علي وكان صنفهما من الأكراد يسمون العبابية
(٥١٢)