قد تقدم ان ركن الدولة عهد إلى ابنه فخر الدولة وكان يكاتب بختيار وعلم بذلك عضد الدولة فأغضي فلما فرغ من شأن بختيار وابن حمدان وحسنويه وعظم استيلاؤه أراد اصلاح الامر بينه وبين أخيه وقابوس بن وشمكير فكاتب مؤيد الدولة وفخر الدولة يعاتبه ويستميله وكان الرسول خواشادة من أكبر أصحاب عضد الدولة فاستمال أصحاب فخر الدولة وضمن لهم الاقطاعات وأخذ عليهم العهود واعتزم عضد الدولة على المسير إلى الري وهمذان وسرب العساكر إليها مساللة فأبو الوفاء طاهر في عسكر وخواشادة في عسكر وأبو الفتح المظفر بن أحمد في عسكر ثم سار عضد الدولة في أثرهم من بغداد ولما أطلت عساكره استأمن قواد فخر الدولة وبنو حسنويه ووزيره أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن حمدويه ولحق فخر الدولة ببلاد الديلم ثم بجرجان ونزل على شمس المعالي قابوس ابن وشمكير مستجيرا فأمنه وآواه وحمل إليه فوق ما أمله وشاركه فيما بيده من الملك وغيره وملك عضد الدولة همذان والري وما بينهما من الاعمال وأضافها إلى أخيه مؤيد الدولة ابن بويه صاحب أصفهان وأعمالها ثم عطف على ولاية حسنويه الكردي وفتح نهاوند والدينور وسرماج وأخذ ما كان فيها لبنى حسنويه وفتح عدة من قلاعهم وخلع على بدر بن حسنويه وأحسن إليه وولاه رعاية الأكراد وقبض على اخوته عبد الرزاق وأبى العلاء وأبى عدنان ولما لحق فخر الدولة بجرجان وأجاره قابوس بعث إليه أخوه عضد الدولة في طلبه فأجاره وامتنع من اسلامه فجهز إليه عضد الدولة أخاه مؤيد الدولة صاحب أصفهان بالعساكر والأموال والسلاح فسار إلى جرجان وبرز قابوس للقائه والتقوا بنواحي استراباذ في منتصف احدى وسبعين فانهزم قابوس ومر ببعض قلاعه فاحتمل منها ذخيرته ولحق بنيسابور وجاء فخر الدولة منهزما على أثره وكان ذلك لأول ولاية حسام الدولة تاش خراسان من قبل أبى القاسم بن منصور من بني سامان فكتب بخبرهما إلى الأمير نوح ووزيره العتبى أبى العباس تاش فجاءه الجواب بنصرهما فجمع عساكر خراسان وسار معهما إلى جرجان فحاصروا بها مؤيد الدولة شهرين حتى ضاقت أحوال مؤيد الدولة واعتزم هو وأصحابه على الخروج والاستماتة بعد أن كاتب فائقا الخاصة الساماني ورغبه فوعده بالانهزام عند اللقاء وخرج مؤيد الدولة وانهزم فائق وتبعه العساكر وثبت تاش وفخر الدولة وقابوس إلى آخر النهار ثم انهزموا ولحقوا بنيسابور وبعثوا بالخبر إلى الأمير نوح فبعث إليهم بالعساكر ليعود إلى جرجان ثم قتل الوزير العتبى كما تقدم في أخبار دولتهم وانتقض ذلك الرأي * (استيلاء عضد الدولة على بلاد الهكارية وقلعة سندة) * كان عضد الدولة قد بعث عساكره إلى بلاد الأكراد الهكارية من أعمال الموصل فحاصر
(٤٥٥)