ابن المقلد فحاصره تتش وكان ابن الحثيثي قد كاتب السلطان ملك شاه واستدعاه لملك حلب عند ما خاف من أخيه تاج الدولة تتش فسار إليها من أصفهان سنة تسع وأربعين ومر بالموصل ثم تسلم حران من يد ابن الشاطر وأقطعها لمحمد بن قريش ثم سار إلى الرها فملكها من يد الروم وكانوا اشتروها من ابن عطية وسار إلى قلعة جعفر فملكها وقتل من بها من بني قشير وأخذ صاحبها جعفرا شيخا أعمى وولدين له وكانوا يفسدون السابلة ويرجعون إليها ثم سار إلى منبج فملكها وسار إلى حلب وأخوه تتش يحاصر القلعة سبعة عشر يوما من حصارها وعاد إلى دمشق وملك السلطان مدينة حلب وقاتل القلعة ساعة من نهار رشقا بالسهام فأذعن سالم بن مالك بن بدران بالطاعة والنزول عنها على أن يقطعه قلعة جعفر فاقطعها له السلطان فلم تزل بيده ويد بنيه إلى أن ملكها منهم نور الدين الشهيد وبعث نصر بن علي بن منقذ الكناني صاحب شيزر بالطاعة وولى على حلب قسيم الدولة اقسنقر جد العادل نور الدين الشهيد وارتحل عائدا إلى العراق وسأله أهل حلب ان يعفيهم من ابن الحثيثي فاستصلحه وأرسله إلى ديار بكر فنزلها إلى أن توفى على حال شديدة من الفقر والاملاق والله مالك الأمور لا رب غيره * (الخبر عن دولة بنى مزيد ملوك الحلة وابتداء أمرهم وتصاريف أحوالهم) * كان بنو مزيد هؤلاء من بني أسد وكانت محلاتهم من بغداد إلى البصرة إلى نجد وهي معروفة وكانت لهم النعمانية وكانت بنو دبيس من عشائرهم في نواحي خوزستان في جزائر معروفة بهم وكان كبير بنى مزيد أبو الحسن علي بن مزيد وأخوه أبو الغنائم وسار أبو الغنائم إلى بنى دبيس فأقام عندهم وفر فلم يدركوه ولحق بناحية أبى الحسن فسار إليهم أبو الحسن واستمد عميد الجيوش فأمده بعسكر من الديلم في البحر ولقيهم فانهزم أبو الحسن وقتل أبو الغنائم وذلك سنة احدى وأربعمائة فلما كانت سنة خمس جمع أبو الحسن وسار إليهم لا دراك الثار بأخيه وجمع بنى دبيس وهم مضر وحسان ونبهان وطراد فاجتمع إليهم العرب ومن في نواحيهم من الأكراد الشاهجان والحاذانية وتزاحفوا ثم انهزم بنو دبيس وقتل حسان ونبهان واستولى أبو الحسن بن مزيد على أموالهم وحللهم ولحق الفل منهم بالجزيرة وقلده فخر الدولة أمر الجزيرة الدبيسية واستثنى منها الطيب وقرقوب وأقام أبو الحسن هناك ثم جمع مضر بن دبيس جمعا وكبسه فنجا في فل يسير ولحق ببلد النيل منهزما واستولى مضر على أمواله وعلى الجزيرة وملكها * (وفاة علي بن مزيد وولاية ابنه دبيس) *
(٢٧٦)