وكان خراج الأندلس قبله ثلثمائة ألف دينار مائة ألف منها للجيوش ومائة ألف للنفقة في النوائب وما يعرض ومائة ألف ذخيرة ووفرا فأنفقوا الوفر في تلك السنين وقل الخراج * (أخبار الثوار وأولهم ابن مروان ببطليوس واشبونة) * قد تقدم لنا أن عبد الرحمن بن مروان انتقض على الأمير محمد بن عبد الرحمن سنة خمس وخمسين في غزاته إلى بلاد الجلالقة واجتمع إليه المولدون وصار إلى التخم ووصل يده باذفونش ملك الجلالقة فعرف لذلك بالجليقي وذكرنا كيف سار إليه هاشم بن عبد العزيز سنة ثلاث وستين في عساكر الأندلس فهزمه ابن مروان وأسره ثم وقع الصلح على اطلاق هاشم وأنزل ينزل ابن مروان بطليوس فتم ذلك سنة خمس ونزل عبد الرحمن بطليوس فشيدها وترس بالدولتين ثم تغير له اذفونش وقاتله ففارق دار الحرب ونزل مدينة انطانية بجهات ماردة فحصنها وهي خراب وملك ما إليها من بلد اليون وغيرها من بلاد الجلالقة واستضافها إلى بطليوس واستعجل له الأمير عبد الله على بطليوس وكان معه بدار الحرب سعدون السرساقي وكان من الابطال الشجعان وكان دليلا للغزو وهو من الخارجين معه فلما نزل عبد الرحمن بطليوس انتزى سعدون ببعض الحصون ما بين قلنيرة وباجة ثم ملك قلنيرة وترس بأهل الدولتين إلى أن قتله اذفونش في بعض حروبه معه * (ابن تاكيت بماردة) * كان محمد بن تاكيت من مصمودة وثار بناحية الثغر أيام الأمير محمد وزحف إلى ماردة وبها يومئذ جند من العرب وكتامة فاعمل الحيلة في اخراجهم منها ونزلها هو وقومه مصمودة * (بقية خبر ابن مروان) * ولما ملك ابن تاكيت ماردة زحفت إليه العساكر من قرطبة وجاء عبد الرحمن بن مروان بن بطليوس مددا له فحاصروهم أشهرا ثم أقلعوا وكان بماردة جموع من العرب ومصمودة وكتامة فتحيل محمد بن تاكيت على العرب وكتامة وأقاربهم فأخرجهم واستقل بماردة هو وقومه وعظمت الفتنة بينه وبين عبد الرحمن بن مروان صاحب بطليوس بسبب مظاهرته عليه وحاربه فهزمه ابن مروان مرارا كانت إحداها على لقنت استلحم فيها مصمودة فقصت من جناح ابن تاكيت واستجاش بسعدون السرساقي صاحب قلنيرة فلم يغنه وعلا كعب ابن مروان عليهم وتوثق أمره وطلبه ابن
(١٣٣)