في ذلك إلى عماله كما أخبره وشمكير وبعث إلى الحسن بن القيرزان بالنفير مع عساكره ثم أمر صاحب جيوش خراسان أبا الحسن بن محمد بن سيجور الدواني بالمسير إلى الري وأوصاه بالرجوع إلى رأى وشمكير وبلغ الخبر إلى ركن الدولة فاضطرب وبعث بأهله وولده إلى أصفهان واستمد ابنه عضد الدولة بفارس وبختيار ابن أخيه عز الدولة ببغداد فبادر عضد الدولة إلى امداده وبعث العساكر على طريق خراسان يريد قصدها لخلوها من العسكر فأجحفت عساكر خراسان وانتهوا إلى الدامغان فأقاموا وبرز ركن الدولة نحوهم في عساكره من الري وبينما هم في ذلك ركب وشمكير يوما ليتصيد فاعترضه خنزير فأجفل فرسه وسقط إلى الأرض وانهشم ومات وذلك في المحرم سنة سبع وخمسين وانتقض ما كانوا فيه وقام يسنون بن وشمكير مقام أبيه وراسل ركن الدولة وصالحه فأمده ركن الدولة بالمال والرجال * (خبر ابن الياس بكرمان) * كان أبو علي بن الياس قد ملك كرمان بدعوة بنى سامان واستبد بها وأصابه فالج وأزمن به وكان له ثلاثة من الولد اليسع والياس وسليمان فعهد إلى اليسع وبعده الياس وأمر سليمان بالعود إلى أرضهم ببلاد الصغد يقيم بها فيما لهم هنالك من الأموال لعداوة كانت بين سليمان واليسع فخرج سليمان لذلك واستولى على السيرجان فانفذ إليه أبوه أبو على ابنه الاخر في عسكر وأمره باجلائه عن البلاد ولا يمكنه من قصد الصغدان طلبها فسار وحاصره ولما ضاق الحصار على سليمان جمع أمواله ولحق بخراسان وملك اليسع السيرجان وسار إلى خراسان ثم لحق أبو على ببخارا ومعه ابنه سليمان فأكرمه الأمير أبو الحرث وقر به وأغزاه أبو على بالري وتجهيز العساكر إليه كما ذكرناه وأقام عنده إلى أن توفى سنة ست وخمسين وكما نذكر في أخباره ولحق اليسع ببخارا فأقام بها ثم سعى سليمان عند الأمير أبى الحرث منصور في المسير إلى كرمان وأطمعه في ملكها وان أهلها في طاعته فبعث معه عسكرا ولما وصل أطاعه أهل نواحيها من القمص والبولص وجميع المنتقضين على عضد الدولة واستفحل أمره فسار إليه كوركين عامل عضد الدولة بكرمان وحاربه ونزعت عساكره عنه فانهزم وقتل معه ابنا أخيه اليسع وهما بكر والحسين وكثير من القواد وصارت كرمان للديلم * (انعقاد الصلح بين منصور بن نوح وبين بنى بويه) * ثم انعقد الصلح بين الأمير أبى الحرث منصور بن نوح صاحب خراسان وما وراء النهر وبين ركن الدولة وزوجه ابنته وحمل إليه من الهدايا والتحف ما لم يحمل مثله وكتب
(٣٥١)