واتبعه على تكين وكبسه على غرة فثبت وانهزم على تكين ونجا إلى قلعة دبوسية وحاصره التوتناش وضيق عليه فبعثا ليه واستعطفه فأفرج عنه وعاد إلى خوارزم وكانت به جراحة من هذه الوقعة فانتقض عليه ومات وترك من الولد ثلاثة وهم هارون ورشيد وإسماعيل وضبط وزيره أحمد بن عبد الصمد البلد والخزائن حتى جاء هارون الأكبر من الولد من عند السلطان بعهده على خوارزم ثم توفى المتميدى وزير السلطان مسعود وبعث على أبي نصر لوزارته واستناب أبو نصر عند هارون بخوارزم ابنه عبد الجبار ثم استوحش من هارون وسخطه وأظهر العصيان في رمضان سنة خمس وعشرين فاختفى عبد الجبار خوفا من غائلته وسعى عند السلطان مسعود وكتب مسعود إلى شاه ملك ابن علي أحد ملوك الأطراف بنواحي خوارزم بالمسير لقتال إسماعيل فسار وملك البلد فهزمهما وهرب إسماعيل وشكر إلى طغرلبك وداود صريخين فسار داود إلى خوارزم فلقيهما شاه ملك وهزمهما ثم قتل مسعود وملك ابنه مودود فدخل شاه ملك بأمواله وذخائره في المفاوز إلى دهستان ثم إلى طبس ثم إلى نواحي كرمان ثم إلى أعمال البتر ومكران وقصد ارتاش أخا إبراهيم نيال وهو ابن عم طغرلبك في أربعة آلاف فارس فأسره وسلمه إلى داود واستأثر هو بما غنم من أمواله ثم أعاد ارتاش إلى باذغيس وأقام على محاصرة هراة على طاعة مودود بن مسعود فامتنعوا منه خوفا من معرة هجومه عليهم * (مسير العساكر من غزنة إلى خراسان) * ولما ملك الغز خراسان واستولوا على سائر أملاكها وأعمالها واستولى طغرلبك على جرجان وطبرستان وخوارزم وإبراهيم نيال على همذان وعلى الري والجبل وولى على خراسان وأعمالها داود بن ميكايل وبعث السلطان أبو الفتح مودود عساكره مع بعض حجابه إلى خراسان سنة خمس وثلاثين فسرح إليهم داود ابنه البارسلان في العساكر فاقتتلوا وكان الغلب لألب أرسلان وعاد عسكر غزنة مهزوما وسار عسكر من الغزالي نواحي بست وعاثوا وأفسدوا فبعث أبو الفتح مودود إليهم عسكرا فقاتلهم وانهزموا وظفر عسكر مودود بهم وأثخنوا فيهم * (مسير الهنود لحصار لهاور وامتناعها وفتح حصون أخرى من بلادهم) * وفى سنة خمس وثلاثين اجتمع ثلاثة من ملوك الهند على لهاور فجمع مقدم العساكر الاسلامية هناك عسكره وبعثهم للدفاع عنها وبعث إلى السلطان مودود وحاصرها الثلاثة ملوك ثم أفرج الاخران وعادا إلى بلادهما وسارت عساكر الاسلام في اتباع
(٣٨٦)