لزوجه ابنة بهاء الدولة وبعث به إلى أبيها وكانت قد لحقت ببغداد ثم اضطرب عليه أهل البطائح وبعث سبعمائة فارس إلى المجاورة فقاتلهم أهلها وظفروا بهم وخشى ابن واصل على نفسه فعاد إلى البصرة وترك البطائح فوضى ونزل البصرة في قوة واستفحال وخشى أهل النواحي عاديته فسار بهاء الدولة من فارس إلى الأهواز ليتلافى أمره واستدعى عميد الجيوش من بغداد وسيره في العساكر إليه فجاء إلى واسط واستكثر من السفن وسار إلى البطائح وسار إليه ابن واصل من البصرة فهزمه وغنم ثقله وخيامه ورجع ابن واصل مفلولا * (عود مهذب الدولة إلى البطيحة) * ولما انهزم عميد الجيوش أقام بواسط فجمع عساكره لمعاودة ابن واصل ثم بلغه أن نائب ابن واسط بالبطائح قد خرج منها مجفلا فبعث إلى بغداد وبعث بالعساكر وهم بالانتقاض فاستدعى عميد الجيوش مهذب الدولة من بغداد وبعثه بالعساكر في السفن إلى البطيحة سنة خمس وستين فاستولى عليها واجتمع عليه أهل الولايات وأطاعوه وقرر عليها بهاء الدولة خمسين ألف دينار في كل سنة وشغل عن ابن واصل بتجهيز العساكر إلى خوزستان وطمع في الملك واجتمع عنده كثير من الديلم وأصناف الأجناد وسار إلى الأهواز وسير بهاء الدولة عسكرا للقائه فهزمهم ودخل دار الملك وأخذ ما كان فيها وبعث إلى بهاء الدولة في الصلح فصالحه وزاد في أقطاعه ثم بعث بهاء الدولة العساكر للقائه وسار إلى الأهواز وزحف إليها ابن واصل ومعه بدر بن حسنويه فبعث بهاء الدولة الوزير بالبطيحة فهزمه الوزير ثانية فمضى مع حسان بن محال الخفاجي الكوفي وملك إلى الكوفة وملك البصرة وسار ابن واصل إلى دجلة قاصدا بدر بن حسنويه فبلغ جامعين فأنزله أصحاب بدر وكان أصحاب أبي الفتح بن عنان قريبا منهم فكبسه وجاء به إلى بغداد فبعثه عميد الجيوش إلى بهاء الدولة فقتله سنة ست وتسعين كما مر في أخبار الدولة * (وفاة مهذب الدولة وولاية ابن أخته عبد الله بن نسي) * ثم توفى مهذب الدولة عبد الله بن علي بن نصر في جمادى سنة ثمان وأربعمائة وكان ابن أخته أبو عبد الله محمد بن نسي قائما بأموره ومرشحا للولاية مكانه وقد اجتمع عليه الجند واستحلفهم لنفسه وبلغه قبل وفاة خاله أن ابنه أبا الحسن أحمد داخل بعض الجند في البيعة له بعد أبيه فاستدعاه وحمله إليه الجند فقبض عليه ودخلت إليه أمه فخبرته الخبر فلم يزد على الأسف له وتوفى مهذب الدولة من الغد وولى أب محمد بن نسي
(٥٠٩)