ولما عاد السلطان إلى خراسان لقتال الغز عاد أحمد نيال تكين إلى العصيان بالهند وجمع الجموع فبعث السلطان سنة ست وعشرين إليه جيشا كثيفا وكتب إلى ملوك الهند بأخذ المذاهب عليه فلما قاتله الجيوش انهزم ومضى هاربا إلى ملتان وقصد منها بهاطية وهو في جمع فلم يقدر ملك بهاطية على منعه وأراد عبور نهر السند في السفن فهيأ له الملك ليعبر إلى جزيرة وسط النهر ظنها متصلة بالبر وأوصى الملك الملاحين أن ينزلوه بها ويرجعوا عنه وعملوا أنها منقطعة فضعفت نفوسهم وأقاموا بها سبعة أيام ففنيت أزوادهم وأكلوا دوابهم وأوهنهم الجوع وأجاز إليهم ملك بهاطية فاستوعبهم بالقتل والغرق والأسر وقتل أحمد نفسه * (فتح جرجان وطبرستان) * كانت جرجان وطبرستان وأعمالهما لدار ابن منوجهر بن قابوس وكان السلطان مسعود قد أقره عليها فلما سار السلطان إلى الهند وانتشر الغز في خراسان منع الحمل وداخل علاء الدولة بن كاكويه وفرهاد بن ما كان في العصيان فلما عاد مسعود من الهند وأجلى الغز عن خراسان سار إلى جرجان سنة ست وعشرين فملكها ثم سار إلى آمد فملكها وفارقها أصحابها وافترقوا في الغياض فتبعهم وقتل منهم وأسر ثم راسله دارا في الصلح وتقرير البلاد عليه وحمل ما بقي عليه فأجابه السلطان إلى ذلك ورجع إلى خراسان * (مسير علاء الدولة إلى أصفهان وهزيمته) * كان أبو سهل الحمدوني قد أنزله السلطان بأصفهان ودلهم على النواحي القريبة من علاء الدولة فأوقع بهم وغنم ما معهم وقوى طمعه بذلك في أصفهان فجمع الجموع وسار إليها فخرج إليهم أبو سهل وقاتلهم وتحيز من كان مع علاء الدولة من الأتراك إلى أبي سهل فانهزم علاء الدولة ونهب سواده وسار إلى يزدجرد ثم إلى الطرم فلم يقبله ابن السلار صاحبها * (استيلاء طغرلبك على خراسان) * كان طغرلبك وأخواه بيقو وحقر بيك واسم طغرلبك محمد ولما أسر السلطان محمود أرسلان بن سلجوق وحبسه كما مرو أجاز أحياء من الغز إلى خراسان فكان من أخبارهم ما قدمناه وأقام طغرلبك واخوته في أحيائهم بنواحي بخارا ثم حدثت الفتنة بينهم وبين على تكين صاحب بخارا وكانت بينهم حروب ووقائع وأوقعوا بعساكره مرارا فجمع أهل البلاد عليهم وأوقع بهم واستلحمهم واستباحهم فانحازوا إلى خراسان سنة
(٣٨١)