فاستنجدوه وأغروه وكان قد توسط بلاد البلغار فعاد مجدا في السير وبعث لؤلؤ إلى منجوتكين بالخبر حذرا على المسلمين وجاءته جواسيسه بذلك فأجفل بعد أن خرب ما كان اتخذه في الحصار من الأسواق والقصور والحمامات ووصل ملك الروم إلى حلب ولقى أبا الفضائل ولؤلؤا ثم سار في الشأم وافتتح حمص وسيزر ونهبهما وحاصر طرابلس أربعين يوما فامتنعت عليه وعاد إلى بلاده وبلغ الخبر إلى العزيز فعظم عليه واستنفر الناس للجهاد وبرز من القاهرة وذلك سنة احدى وثمانين ثم انتقض منير في دمشق فزحف إليه منجوتكين إلى دمشق * (أخبار الوزراء) * كان وزير المعز لدين الله يعقوب بن يوسف بن كلس أصله من اليهود وأسلم وكان يدبر الأحوال الإخشيدية بمصر وعزله أبو الفضائل بن الفرات سنة سبع وخمسين وصادره فاستتر بمصر ثم فر إلى المغرب ولقى المعز لدين الله وجاء في ركابه إلى مصر فاستوزره وعظم مقامه عنده واستوزره بعده ابنه العزيز إلى أن توفى سنة ثمانين وصلى عليه العزيز وحضر دفنه وقضى عنه دينه وقسم عمله فرد النظر في الظلامات إلى الحسن بن عمار كبير كتامة ورد النظر في الأموال إلى عيسى بن نسطورس ولم تزل الوزارة سائر دولتهم في أرباب الأقلام وكانوا بمكان وكان منهم البارزي وكان مع الوزارة قاضي القضاة وداعي الدعاة وسأل أن برسم اسمه على السكة فغرب ومنع ومات قتيلا بتنيس وأبو سعيد النسري وكان يهوديا وأسلم قبل وزارته والجرجاني وقطع الجرجاني في أمر منع من الكتب فيه فكتب وحلف الحاكم بيمين لا تكفر ليقطعنه ثم رده بعد ثلاث وخلع عليه وابن أبي كدينة ثلاثة عشر شهرا ثم صرف وقتل وأبو الطاهر بن ياشاد وكان من أهل الدين واستعفى فأعفي وأقام معتكفا في جامع مصر وسقط ليلة من السطح فمات وكان آخرهم الوزير أبو القاسم بن المغربي وكان بعده بدر الجيالي أيام المستنصر وزير سيف الدولة واستبد له على الدولة ومن بعده منهم كما يأتي في أخبارهم * (أخبار القضاة) * كان النعمان بن محمد بن منصور بن أحمد بن حيون في خطة القضاء للمعز بالقيروان ولما جاء إلى مصر أقام بها في خطة القضاء إلى أن توفى وولى ابنه على ثم توفى سنة أربع وسبعين وثلثمائة قولي العزيز أخاه أبا عبد الله محمد اخلع عليه وقلده سيفا وكان المعز قد وعد أباه بقضاء ابنه محمد هذا بمصر وتم في سنة تسع وثمانين أيام الحاكم وكان كبير الصلت كثير الاحسان شديد الاحتياط في العدالة فكانت أيامه شريفة وولى بعده ابن
(٥٥)