ثم استأمن إسماعيل إلى صدقة فآمنه وجاء صدقة فأمن أهل البصرة ورتب عندهم شحنة وعاد إلى الحلة منتصف تسع وتسعين وأربعمائة لستة عشر يوما من مقامه بالبصرة وسار إسماعيل نحو فارس فطرته المرض في رام هرمز ومات وكان صدقة قد استعمل على البصرة مملوك جده دبيس واسمه اليونشاش ورتب معه مائة وعشرين فارسا فاجتمعت ربيعة والمتقن وقصدوا البصرة قد خلوها بالسيف وأسروا اليونشاش وأقاموا بها شهرا ينهبون ويخربون وبعث صدقة عسكرا فوصل بعد خروجهم من البلد فانتزع السلطان البصرة من صدقة وبعث إليها شحنة وعميدا واستقام أمرها * (استيلاء صدقة على تكريت) * كانت تكريت لبنى معن من بني عقيل وكانت إلى آخر سبع وعشرين وأربعمائة بيد رافع بن الحسين بن معن فلما مات وليها ابن أخيه أبو منعة بن ثعلب بن حماد ووجد بها خمسمائة ألف دينار وتوفى سنة خمس وثلاثين ووليها ابنه أبو غشام إلى سنة أربع وأربعين فوثب عليه أخوه عيسى فحبسه وملك القلعة والأموال فلما اجتاز به طغرلبك سنة ثمان وأربعين صالحه على بعض المال فرحل عنه ومات عيسى اثر ذلك وخافت زوجته من عود أخيه أبي غشام إلى الملك فقتلته في محبسه وولت على القلعة أبا الغنائم ابن المجلبان فسلمها إلى أصحاب طغرلبك وسارت هي إلى الموصل فقتلها ابن أبي غشام بأبيه وأخذ مسلم بن قريش مالها وولى طغرلبك على قلعة تكريت أبا العباس الرازي فمات لستة أشهر فولى عليها المهرباط وهو أبو جعفر محمد بن أحمد بن غشام من بلد الثغر فأقام بها احدى وعشرين سنة ومات فوليها ابنه سنتين وأخذتها من تركمان خاتون وولت عليها كوهوابين الشحنة ثم مات ملك شاه فملكها قسيم الدولة اقسنقر صاحب حلب فلما قتل صارت للأمير كمستكين الجاندار فولى عليها رجلا يعرف بأبي نصر المصارع ثم عادت إلى كوهوابين اقطاعا ثم أخذها منه محمد الملك الباسلاني فولى عليها لمقا بن هزار شب الديلمي وأقام بها اثنتي عشرة سنة فظلم أهلها وأساء السيرة فلما أجاز به سقمان بن فلما استقر السلطان محمد بعد أخيه بركيارق أقطعها للأمير اقسنقر البرسقي شحنة بغداد فسار إليها وحصرها مدة تزيد على سبعة أشهر حتى ضاق على كيقباد الامر فراسل صدقة بن مزيد ايسلها إليه فسار إليها في صقر من هذه السنة وتسلمها منه وانحدر البرسقي ولم يملكها ومات كيقباد بعد نزوله من القلعة بثمانية أيام وكان عمره ستين سنة واستناب صدقة بها ورام بن أبي قريش بن ورام وكان كيقباد ينسب إلى البطانية
(٢٨٢)