ومن الخيل المرتبطة مائة ومن الدواب لركابه مائتين وثلاثين وكان خراج مصر لأيامه مع ما ينضاف إليها من ضياع الأمراء لحضرة السلطان أربعة آلاف ألف دينار وثلثمائة ألف دينار وعلى المارستان وأوقافه ستين ألف دينار وعلى حصن الجزيرة والجزيرة وهي المسماة لهذا العهد بقلعة الروضة ثمانين ألف دينار وخربت بعد موته وجددها الصالح نجم الدين بن أيوب ثم خربت ثانية ولم يبق منها الا أطلال دائرة وكان يتصدق في كل شهر بألف دينار ويجرى على المسجونين خمسمائة دينار في كل شهر وكانت نفقة مطابخه وعلوفته ألف دينار في كل يوم * (ولاية خمارويه بن أحمد بن طولون) * ولما توفى أحمد بن طولون اجتمع أهل الدولة وخواص الأولياء وكبيرهم أحمد بن محمد الواسطي والغالب على الدولة الحسن بن مهاجر فاتفقوا على بيعة ابنه أبى الجيش خمارويه وأحضروا ابنه العباس من محبسه وعزاه الواسطي وهم يبكون ثم قال بايع لأخيك فأبى فقام طبارجى وسعد الآيس من الموالى وسحبوه إلى حجرة في القصر فاعتقلوه بها وأخرج من الغد ميتا وأخرجوا أحمد إلى مدفنه وصلى عليه ابنه أبو الجيش وواراه ورجع إلى القصر مقيما لامر سلطانه * (مسير خمارويه إلى الشام وواقعته مع ابن الموفق) * ولما توفى أحمد بن طولون كان إسحاق بن كنداج عاملا على الجزيرة والموصل وابن أبي الساج على الكوفة وقد ملك الرحبة من يد أحمد بن مالك فطمعا في ملك الشام واستأذنا الموفق فأذن لهما ووعدهما بالمدد وسار اسحق إلى الرقة والثغور والعواصم فملكها من يد ابن دعاس عامل ابن طولون واستولى اسحق على حمص وحلب وأنطاكية ثم على دمشق وبعث خمارويه العساكر إلى الشام فملكوا دمشق وهرب العامل الذي انتقض بها ثم سار العسكر إلى شيزر فأقام عليها قبالة اسحق وابن أبي الساج وهما ينتظران المدد من العراق ثم هجم الشتاء فتفرق عسكر خمارويه في دور شيزر ووصل العسكر من العراق مع أبي العباس أحمد بن الموفق الذي صارت إليه الخلافة ولقب المعتضد فكبسوا عسكر خمارويه في دور شيزر وفتكوا فيهم ونجا الفل إلى دمشق والمعتضد في اتباعهم فارتحلوا عنها وملكها المعتضد في شعبان سنة احدى وسبعين ولحق عسكر خمارويه بالرملة فأقاموا بها وكتبوا إلى خمارويه بالخبر وسار المعتضد نحوهم من دمشق وبلغه وصول خمارويه وكثرة عساكره فهم بالعود ومعه أصحاب خمارويه الذين خالفوا عليه ولحقوا به وكان ابن كنداج وابن أبي
(٣٠٥)