* (حرب قريش بن بدران والبساسيري ثم اتفاقهما وخطبة قريش لصاحب مصر) * كان قريش بن بدران قد بعث بطاعته إلى طغرلبك وهو بالري وخطب له بجميع أعماله وقبض على الملك الرحيم وكان قريش معه فنهب معسكره واختفى وسمع به السلطان فأمنه ووصل إليه فأكرمه ورده إلى عمله وكان البساسيري قد فارق الملك الرحيم عند مسيره من واسط إلى بغداد ومسير طغرلبك من حلوان وقصد نور الدولة دبيس بن مزيد للمصاهرة بينهما وكان سبب مفارقة البساسيري للملك الرحيم كتاب القائم له بابعاده لاطلاعه على كتابه إلى خليفة مصر فلما وصل قريش بن بدران إلى بغداد وعظم استيلاء السلطان طغرلبك على الدولة بعث جيشا وزحف البساسيري للقائهم ومعه نور الدولة دبيس فالتقوا بسنجار فانهزم قريش وقطلمش وأصحابهما وقتل كثير منهم وعاث أهل سنجار فيهم وسار بهم إلى الموصل وخطب بها للمستنصر خليفة مصر وقد كانوا بعثوا إليه بطاعتهم من قبل فبعث إليهم بالخلع ولقريش جملتهم * (استيلاء طغرلبك على الموصل وولاية أخيه نيال عليها ومعاودة قريش الطاعة) * كان السلطان طغرلبك لما طال مقامه ببغداد ساء أثر عساكره في الرعايا فبعث القائم وزيره رئيس الرؤساء أن يحضر عميد الملك المكندري وزير طغرلبك ويعظه في ذلك ويهدده برحيل القائم عن بغداد فبلغه خلال ذلك شأن الموصل فرحل إليها وحاصر تكريت ففتحها وقبل من صاحبها نصر بن عيسى بن بنى عقيل مالا بدله منه ورحل عنه فمات نصر وولى بعده أبو الغنائم بن البحلبان فأصلح حاله مع رئيس الرؤساء ورحل السلطان من البواريح وكان في انتظار أخيه ياقوتي بن تنكير ثم توجه السلطان إلى نصيبين وبعث هزار سب إلى البرية القتال العرب وفيهم قريش ودبيس وأصحاب حران والرقة من نمير فأوقع بهم ونال منهم وأسر جماعة فقتلهم وعاد إلى السلطان طغرلبك فبعث إليه قريش ودبيس بطاعتهما وان يتوسط لهما عند السلطان فعفا السلطان عنهما وقال للبساسيري ردهما إلى الخليفة فيرى ما عندهما فرحل البساسيري عند ذلك إلى الرحبة وتبعه إنزال بغداد ومقبل بن المقلد وجماعة من بني عقيل وبعث السلطان إلى قريش ودبيس هزار سب بن تنكير ليقضى ما عندهما ويحضرهما وكان ذلك بطلبهما ثم خافا على أنفسهما فبعث قريش أبا السيد هبة الله بن جعفر ودبيس ابنه بهاء الدولة منصورا فقبلهما السلطان وكتب لهما بأعمالهما وكان لقريش من الاعمال الموصل ونصيبين وتكريت وقوانا ونهر بيطر وهيت والأنبار وبادرونا ونهر الملك ثم قصد السلطان ديار بكر ووصل إليه أخوه إبراهيم نيال وأرسل هزار سب إلى قريش ودبيس
(٢٦٥)